أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

هل شعروا بالخوف من ربيع باسكني بات يلوح في الأفق ؟؟؟

بقلم: سيدنا عمر ولد حماه الله
لقد كان من المستبعد لدي الكثير من المتابعين والمهتمين بالأوضاع السياسية في باسكنو أن يكون اتفاق سياسي يمكن أن يكون في يومين أو ثلاثة، وهم الذين اختلفوا لمدة سنوات، إلا أن الوعي المتزايد في قواعدهم الشعبية، وكسر الشباب لحاجز الخوف من أبهة رجال المال والمكانة الاجتماعية، والرتب العسكرية، وتحديهم لكل ذلك وإصرارهم على الوجود والتعبير عن أنفسهم وحملهم لهم المقاطعة، وطموحهم السياسي المتصاعد، كلها أمور من بين أخرى أجبرت الشتيتين على أن يجتمعا تحت سقف واحد بعدما ظن الجميع أن لاتلاقيا.
ولكن قبل أن نغوص في تحليل دوافع الاتفاق، ومئالاته دعونا نطرح سوية، الأسئلة التالية:
1-   على ماذا اختلف الفرقاء السياسيين في باسكنو؟
2-    ولــمــــــــــــــــــذا اتفـــــــــــــــقــــــــــوا الان؟
3-   وهــــــــــــــل سيــــــــــصمد هذا الاتفاق طويلا؟
لا شك أنكم أحبتي تشعرون معي منذ سنوات بالخجل من الوضع المزري في مقاطعتنا سواء كان ذلك على مستوى شعورنا جميعا بالغبن، والتهميش من طرف الدولة الذي نشاهد جميعا انعكاساته السلبية على كافة القطاعات الحيوية التي يمس انعدامها، وضعفها المواطن الضعيف قبل غيره، كالطريق، والمستشفى، والماء، والكهرباء، ووضع التعليم ..إلخ.
ولكن مع هذه المصائب التي تعاني منها المقاطعة كانت هنالك مصيبة أخرى يمكن وصفها بأنها هي أم المصائب، ألا وهي الاختلاف السياسي الحاد بين أطر المقاطعة الذي أسفر لاحقا عن تخندقات سياسية سلبية جدا دفع الجميع ثمنها، ولهج الكثيرون بخطورة تماديها، وسمعنا عن الكثير من الاجتماعات والمبادرات من أجل المصالحة بين الفرقاء، ولكنها سرعان ما تتلاشى دون جدوى، مما يجعل السؤال التالي وجيها وهو: "ما هو الجديد الذي جعل فرقاء عقد من الزمن يتفقون في أقل من أسبوع"؟ الجواب : الجديد أن الكثير من سكان باسكنو وفصاله أصبحوا يشاهدون وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وعلموا يقينا أنهم ليسوا دولة وحدهم، وأنه في هذا الكون الكثير من الزعماء والقادة وأصحاب النياشين والأموال ومع ذلك لا تقبل الشعوب بأن يذلوها ويتاجروا بها، ويبيعونها متى شاءوا لمن يشاؤوا، الجديد أيضا أن شباب باسكنو الصغار حسا الكبار معنا وقضية أصبحوا ينظمون مهرجانات حاشدة تحت شعار الترحم على أرواح السياسيين، ويحملون بأنفسهم مشاكل المقاطعة إلى الحكام والولاة، والوزراء ,بل يحملونها إلى الرئيس نفسه ويطالبونه جهارا نهارا بتجديد الطبقة السياسية ولاهم يحزنون, والجديد أيضا أن بعضهم حدد هدفه ووجهته السياسية فذهب إلى قصي (اليسار) السياسي أليست هذه الأمور إذا ما استمرت على هذ النحو تنذر بربيع باسكني مقلق للبعض، من هنا كان لابد من تفكير جاد، وتنازل سريع من كل الأطراف لتلاف الموقف قبل فوات الأوان، فتداعوا؛ تعالوا ننظر على ما اختلفنا، فاجتمعوا وبحثوا عن مكمن الخلاف فلم يجدوا أنه كان على تحديد أماكن تنفيذ مشاريع كبرى جلبوها لمقاطعتهم، ولم يجدوا أن بينهم اختلافا فكريا، ولا خلافا في الرأي على مستقبل بناء الدولة الموريتانية، وإنما وجدوا أن مكمن الخلاف على أربع بلديات ونائبين هي حصة مقاعد باسكنو كانت كل طائفة تريد الاستحواذ عليها وإلغاء خصمه، فقالوا مهلا نحن أصبحنا جميعا مهددين بالإلغاء، فدعونا يرحمكم الله نتحاصص ونحسن الشراكة مع بعضنا حتى نتجاوز المحنة الحالية، فكان الاتفاق على مصلحتهم المشتركة، وليس على المطالبة بمنشئات هامة تخدم المقاطعة، ولا على الدفع ببعض حملة الشهادات حتي يتم توظيفهم.. لالا، والذي يؤسفني أنه ليس مبنيا على رؤية استراتيجية تخدم مصالح الجميع يمكن الاستمرار عليها، بل عند ما تتنهي الانتخابات وتزول هذه الغمة ستعود حليمه إلى عادتها القديمة، بل أشك في وفاء بعضهم مع البعض أثناء الانتخابات.

هذا وإنني قبل إنهاء هذه الأسطر أود أن أقول للشباب والمهتمين أن تمسكوا بالإصلاح والتغيير؛ وأنه علينا ما دم الأطر (أهل نواكشوط) قد اتفقوا على عمدهم ونوابهم، أنه علينا نحن أيضا أهل باسكنو أن نتفق على عمدنا ونوابنا فنكون جاهزين للانتخابات التي سيحدد موعد إجرائها الطيف السياسي الوطني في الأسابيع القادمة إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: