أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

"أمل 2012" فوضى و ارتباك و استنزاف للسيولة في السوق




السلطات احتالت على المواطنين لصرفهم عن واجهة الإدارة
تستمر في ولايات الشرق الموريتاني عمليات بيع الأعلاف بأسعار مخفضة المعروفة ببرنامج "أمل 2012"، و قد كشفت الأيام الأولى لهذه العملية عن فشل ذريع للإدارات المحلية في تنفيذ البرنامج الذي يهدف حسب الحكومة الموريتانية الى الحد من الآثار السلبية للجفاف الذي يضرب البلاد و محاولة إنقاذ الثروة الحيوانية.




"الحوض الشرقي للأنباء" رصدت مظاهر الفوضى و الارتباك التي صاحبت أمل 2012 وذلك من خلال متابعتها لمجريات العملية في عدد من مقاطعات الولاية ستنشر في تقارير ميدانية تتواصل.

خيبة الامل
جموع المواطنين تمضي اليوم كله أمام الإدارة ويعود أغلبها خائبا
لم تخف ردود أفعال المواطنين الأولى خيبة أملهم الكبيرة فيما قيل انه أملهم في تجاوز اضرار الجفاف، المنمون في مختلف مقاطعات الولاية على غرار  زملائهم في ربوع الوطن عبروا عن استيائهم من ضآلة كميات الأعلاف التي أعلنت الحكومة عن تخصيصها لمواشيهم المعرضة للهلاك، و كان التعبير عن هذا الشعور العام متباينا حيث رفض البعض استلام الحصة فيما هدد آخرون بنهب المخازن للحصول على كميات أكبر.

ارتباك الإدراة
الادرات المحلية متمثلة في الحكام و اللجان التابعة لهم لم تصمد أمام اقبال المواطنين بأعداد مذهلة للحصول على الأعلاف بعد الحملة الإعلامية التي قامت بها الحكومة قبل الشروع الفعلي في برنامج "أمل 2012".
أغلب اللجان التي يرأسها الحكام اضطرت لتغيير منهجيتها في توزيع الأعلاف أكثر من مرة حيث اعتمدت في البداية على لوائح بأسماء المنمين و  أعداد مواشيهم تم إعدادها من طرف العمد بالتعاون مع مسؤولي البيطرة، لكنها سرعان ما تخلت عنها لتلجأ الى أساليب أقل إدارية تسببت في كثير من الأماكن الى ضجة عارمة و تعطيل كلي لعمل الإدارة ولم تفلح في استيعاب جموع المواطنين.
إلا ان بعض المراقبين يعتبر بان اعتماد أسلوب الطوابير و مركزة التوزيع لدى مقرات المقاطعات يهدف الى التغطية على العجز الحاصل في كميات العلف من خلال بطئ سير العمل و إشغال المنمين بالزحام و الانتظار.

امتهان الكرامة
المواشي تنتظر إغاثة الحكومة من الجفاف
صار مشهد جموع ضعاف المواطنين من رجال و نساء أمام مقرات الإدارة أمرا مألوفا، و  يبدو أكثرهم في حالات مزرية بفعل الإنهاك و طول الانتظار حيث يضطرون للمبيت أمام مراكز التوزيع للحصول على كميات القمح بأسعار مخفضة نسبيا.
هذا المشهد يحمل كثيرا من الامتهان لكرامة المواطن فضلا إفراغ التخفيض من محتوى بفعل التكاليف المادية التي يصرفها المواطن في التنقل و التموين و حمل ما يحصل عليه خاصة في حق سكان الأرياف.

استنزاف السيولة
حصلت "الحوض الشرقي للأنباء" على معلومات موثوقة تفيد بنقص حاد في السيولة المالية داخل أسواق الولاية و يقول مختصون إن من الاسباب الرئيس لذلك النقص استنزاف السيولة المالية لصالح الخزينة العامة من خلال "أمل 2012" حيث يتسابق التجار لشراء هذه مادة القمح بطرق مختلفة لا تخلو من شبهات.

ليست هناك تعليقات: