أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

زيارة الرئيس للحوض؛ زيارة من نوع خاص في ظرف خاص

كانت زيارة من نوع خاص تلك التي أنهاها للتو الرئيس الموريتاني  محمد ولد عبد العزيز لولاية الحوض الشرقي واستمرت لحظاتها الساخنة خمسة أيام ونصف يوم. خصوصية زيارة الحوض الشرقي تكمن في ظرفها وطبيعتها، فقد جاءت بعد استدعاء الهيئة الناخبة لاقتراع غير مجمع عليه، وإيفاد بعثات الحزب الانتخابية لاختيار القوائم المترشحة.
ولا شك أن اختيار قوائم الترشح يعتبر مهمة صعبة لا بد لها من دعم سياسي ودفع لوجستي على مستوى رفيع وهو ما قد تكون الزيارة قد ساهمت فيه من خلال اللقاءات المكثفة بأطر المنطقة وسياسييها. وبلغت اللقاءات درجة من الكثافة حولت الزيارة لزيارة استقبالات أكثر منها زيارة عمل وتدشين، فمن أصل سبع مقاطعات لم يدشن الرئيس أي مشروع إلا في اثنتين هما "النعمة، و"انبيكت لحواش"، وكانت التدشينات فيهما استعراضية، حسب ما يراه المراقبون، بينما اقتصر الرئيس في البقية على الاستقبالات والاجتماعات المغلقة مع ممثلي الأحلاف السياسية . البعد الأمني كان حاضرا بقوة في الزيارة وهو أمر يبرره قرب منطقة الحوض الشرقي من المنطقة الساخنة الخارجة عن الرقابة؛ فقد صاحبت الإجراءات الأمنية المشددة جميع التدشينات، وأثرت على حضورها كما حدث في انبيكت لحواش حيث اقتصر الحضور على أعضاء الحكومة وكبار معاوني الرئيس، فيما بقيت عشرات المقاعد فارغة في الخلف. وكان الرئيس مرفقا في رحلاته البرية بين المقاطعات بطائرة عسكرية تحلق عن قرب فوق الموكب، كما اصطحبت قوات الدرك الكلاب المدربة وأجهزة الكشف الإلكتروني، وفتش الداخلون إلى مقر انعقاد برنامج "لقاء الشعب" تفتيشا دقيقا وأثرت الإجراءات الأمنية على فقرات البرنامج فقدم فيها وأخر . الطابع الخصوصي للزيارة جعل البعض يرى أنها بداية لحملة انتخابية مبكرة أراد الرئيس أن يطلقها من منطقة تعتبر خزانا انتخابيا بامتياز . فهل حقق الرئيس مبتغاه السياسي من وراء هذه الزيارة التي كلفت الملايين وأسالت عرقا كثيرا ؟ أم أنها قد تنعكس سلبا على النظام بما أحدثته من هزات في عمق التحالفات ؟؟

ليست هناك تعليقات: