أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

مقاطعة جكني: هل من مغيث؟


بقلم: عبد الله ولد إطول عمرو
باتت مقاطعة جكنى تعيش تحت وطأة العطش وتئن من رهق وقع هذا الحافر المؤلم، ويذكر أن هذه الأزمة الشديدة التي ألقت بظلها علي المقاطعة في هذه الأيام ليست قريبة عهد بها، ولاشك أن الدارس لمسببات هذه الأزمة سيتبادر إلى ذهنه لأول وهلة الأسباب الطبيعية من ندرة للأمطار وجفاف للتربة،
غير أن ذالك كله رغم صحته لا يكفي وحده كمسوغ لإهمال هذه المقاطعة وعزلها وتركها تعاني وحدها مشكل العطش وما يترتب عليه من مخاطر على البشر والحيوان...
لكنني في هذا المقال سأسرد جملة من الأسباب أعتقد أنها أسبابا رئيسية في عزلة المقاطعة عامة وأزمة العطش خاصة، من أهمها:
1ـ تجاهل الممثلين الذين انتخبهم الشعب لمشاكل وهموم المواطن عامة ومشكل العطش خاصة ، أو ببساطة لأنهم يعيشون في أبراج عاجية ولا يألمون مما نألم ، ربما لأنهم لم يعيشوا معنا الأزمة بآمالها وآلامها .والحقيقة أن المواطن الفقير والمستضعف هو ضحية هذا التجاهل والتعامي ..
2ـ عدم اهتمام الجهات المعنية بمشاكل المواطنين سواء كانت متمثلة في حاكم المقاطعة أو في رأس الدولة ،تجسد ذالك جليا في التصامم والتعامي الذي ووجه به سكان المقاطعة في وقفاتهم ومسيراتهم المتكررة والمجمعة علي ضرورة إيجاد خطة استعجالية لتوفير المياه قبل فوات الأوان، و وخامة العواقب التي ستتمخض عن نضوب المياه الجوفية في المقاطعة.
3ـ تدنى الوعي السياسي وتفشي التبعية العمياء ،مما ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إطلاق الحبل على الغارب لكل من سولت له نفسه التلاعب بالمصالح العامة والضحك علي المواطنين، وعدم الخجل من الكذب في الوعود، وتزييف الحقائق الساطعة التي ليلها كنهارها ،فهذا محمد ولد عبد العزيز خير دليل على ذالك، عندما اعتلى كرسي الرئاسة نكث بكل الوعود والمشاريع البراقة والعملاقة التي وعدهم بها ،في حين لا يزالون يتشبثون به وبأزلامه دون أن يعوا فسادهم وظلمهم أو على الأقل يملوه ويلفظوه كما تلفظ النواة.
ولكي لا أعمم، تجدر الإشارة إلى أن هذه الثورات المباركة والتغيير القادم الذي قد وصلتنا رياحه ونسيمه العليل ، حيث بدأ الوعي يدب ودماء التغيير تسرى في شريان المقاطعة ، مما يبشر بخير عميم ، نرجو منه أن تسطر مقاطعتنا في صفحات التاريخ أنها هي من أوائل من أوصلت هذا النظام إلى سدة الحكم وهي أول من أسقطته وأزاحته عن صدر هذه الأمة الذي ظل سنوات أربع عجاف جاثما عليه.

ليست هناك تعليقات: