أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

الإمام ولد الطالب يوسف يستهجن تهديد المدير الجهوي للأئمة

أصدر الامام محمد الأمين بن الطالب يوسف إمام مسجد العدالة بالنعمة بيانا توصلت وكالة "وشاح" بنسخة منه استهجن فيه تهديد المدير الجهوي للشؤون الإسلامية في الحوض الشرقي محمد آب ولد المرواني لبعض الأئمة بالعقاب إذا لم يتراجعوا عن مؤازرة  العالم أحمد جدو ولد أحمد باهي.

وهذا نص البيان:
وأقيموا الشهادة لله
الحمد لله القائل "وأقيموا الشهادة لله" والصلاة والسلام على رسول الله القائل في ما يرويه عن ربه (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) وبعد:
فإني أنا الموقع أسفله محمد الأمين بن الطالب يوسف إمام جامع العدالة بالنعمة قد كنت ضمن الأئمة الذين طالبوا بإطلاق سراح الداعية الكبير والعالم الشهير الشيخ أحمد جدو بن أحمد باهي حفظه الله تعالى وأقر أعين المسلمين بجهوده الدعوية ونشاطه العلمي وأعمى أعين مبغضيه ومنتقصيه وأخرس ألسنتهم عن الوقيعة والطعن فيه، وإني ولله الحمد لا أزال فخورا ومعتزا بتلك المبادرة الطيبة ولن أزال كذلك إن شاء الله تطبيقا للأخوة الإيمانية والتماسا لما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) وخوفا من أن يتحقق فينا قول الشاعر:
قد كنت أحجوا أبا عمرو أخا ثقة       ***      حتى ألمت بنا يوما ملمـــــــات
وإن مما يندي له الجبين ويستغربه كل مسلم له أدنى حظ من العقل ما فوجئنا به البارحة وهو ما كتبه المدير الجهوي -إن صح عنه- من احتقاره للأئمة واتخاذه إياهم كالولدان أو كالبله يهددهم بأنهم إن لم يعتذروا في الساعات القادمة ويوبخوا الشيخ أحمد جدو فسيتعرضون للعقاب والحرمان من كل الحقوق والامتيازات على حد تعبيره، ويقول فيما كتبه إن وزارة الشؤون الإسلامية تعتبر رفض الاعتذار بمثابة الخروج على السلطان وأنا أقول إن كان مجرد المطالبة بإطلاق سراح أحد من أئمة المسلمين يعتبر خروجا فقد خرجنا على حد قول الشافعي رحمه الله تعالى:
إن كان رفضـــا حب آل محمد     ***      فليـــــشهد الثقــــــلان إني رافضي
مع أننا لا ندعو للخروج على الحكام ولا ندعم ما يدعوا إليه بل نرفضه ونحرمه ونحذر منه أشد التحذير، ومواقفنا وخطبنا في ذلك معروفة، ونعتقد أن هذا هو واجبنا وواجب كل مسلم تجاه دولته ووطنه، ونعتقد أن ما كتبه المدير الجهوي افتيات على الوزارة وعلى السلطة لأنه لا يخدم مصلحة الإسلام ولا مصلحة البلد، ولأنه مناف لما تنتهجه الحكومة من احترام شعائر الإسلام وتوقير العلماء والدعاة وقد دعاني هذا التحدي والتهديد -ولو كان صادرا من أعلى سلطة- أن أكتب تزكية للشيخ أحمد جدو بن أحمد باهي متمثلا بقول خبيب رضي الله عنه:
ولست أبـالي حين أقتل مسلما       ***     على أي جنب كان في الله مصرعي
فلقد عرفت الشيخ أحمد جدو منذ بضع عشرة سنة وخبرته وخالطته عن قرب فوجدته من أتقى الناس وأخشاهم لله وأكرمهم وأزهدهم في الدنيا بل لا أعلم أحدا من الدعاة يضاهيه في الإخلاص والتفاني في الدعوة إلى الله هكذا أحسبه والله حسيبه، وما شهدنا إلا بما علمنا، فكأن الرجل نذر نفسه ووقته وماله في سبيل الله مع اتصافه بمحاسن الأخلاق وبعده عن مساوئها وشفقته على المسلمين وهو من أوائل الرجال الذين صدعوا بالحق في هذه الولاية وكان لا يخاف في الله لومة لائم حتى ربي جيلا من الفتيان والفتيات على كلمة الحق والمنهج الوسطي بل وانتفع به الكبار والشيوخ، ولو تتبعنا مناقبه على التفصيل لجمعنا منها مؤلفا ضخما، وبالجملة فهو من الرجال الذين يحق  لولاية الحوض الشرقي أن تفتخر بهم، فهل يستحق التوبيخ ياعباد الله من هذه صفته أم من يدعو إلى توبيخه هذا سؤال أعتقد أن أهل هذه الولاية سيجيبون عليه.
إن من استفاضت عدالته وعرف بالعلم والتقى والورع وشاع الثناء عليه من جميع الناس لغني عن تزكية الأفراد كما هو مقرر في محله، والمتكلم فيه متكلم في نفسه كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها      ***      فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
هذا هو قرارنا الذي ندين الله به يا سيادة المدير، فاستعن علينا بمن شئت وأجلب علينا بخيلك ورجلك فتراجعنا عن مواقفنا المشرفة ونصرة الإسلام والمسلمين أمر دونه خرط القتاد فنحن بالله واثقون وبه معتصمون وعلى نهج الحق إن شاء الله سائرون.

كتبه:
محمد الأمين بن الطالب يوسف إمام جامع العدالة بالنعمة

بتاريخ:23/05/2012

ليست هناك تعليقات: