أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

النعمة: مركز الاستطباب تلاعب وفوضى وغياب تسيير


يعتبر مستشفى النعمة المنشأة الصحية الوحيدة المعنية بتوفير الخدمات الصحية الضرورية والاساسية لسكان ولاية الحوض الشرقي احدى أكبر وأهم الولايات في الوطن .
وقد أثارت فضيحة الانقطاعات الكهربائية المتتالية عن النعمة وخاصة عن مستشفى النعمة بالإضافة إلى فضيحة المحولات الكهربائية التى تغذي مستشفى النعمة فضولنا الصحفي ولمعرفة الحقيقة.

وقد رصدنا بالصورة فيديو مصورعن فضيحة خلط الماء بالديزل والذي أدى إلى عدم جدوائية المحولات الكهربائية والتي تضرر منها غالبية المرضى، خاصة مرضى الفشل الكلوى .
موفدنا إلى الحوض الشرقي أعد التقرير التالي والذي حاولنا من خلاله طرح أهم القضايا التي يعاني منها مستشفى النعمة المركزي وكشف النقاب عن تلك التلاعبات التي هي بعيدة كل البعد عن عين الرقيب في العاصمة نواكشواط  .
مستشفى أم مدرسة..؟؟
يقع مستشفى النعمة في مدخل المدينة في حي يعرف محليا ب"بكر ماصلى" في بناية متواضعة اقرب الى ان تكون مدرسة ابتدائية منها الى مستشفى مركزي لأهم واكبر الولايات في البلاد.
قد تتفاجيء ان هذه البناية رغم صغرها تحتوي على أهم الأقسام التي يجب توفرها في أي منشئة صحية, فهي تحتوي على 8 اقسام وهي الحالات المستعجلة.. الجراحة العامة, الامراض الباطنية,النسائية والتوليد ,الأطفال , تصفية الكلى ، العيون، الأشعة ، مختبر تحليل الدم وقسم للعلاج الطبيعي. 
كما يحتوي على غرفتين للعمليات احدهما للجراحة العامة والأخرى للتوليد.
من خلال تجولنا في هذا المركز حاولنا وبكل حذر التقاط ما أمكننا من صور والتجول في مختلف الأقسام وقد آثار فضولنا أن نسأل عن بناية في طرف من المستشفى ليخبرنا أحدهم أنها كانت معدة لعزل مرضى السل الرئوي وعلى ما يبدو أن سكان الحوض الشرقي ولله الحمد أقل عرضة لهذا النوع من الأمراض وأنه أولى ان يعاد تشكيلها ليتخذها مدير المستشفى سكنا له فيكون اقرب الى مكان عمله ويوفر على نفسه تكفلة الايجار رغم أنه يستفيد من علاوة السكن كغيره من عمال الوظيفة العمومية.
يعمل في هذه المنشأة الصحية قرابة 100 عامل من بينهم 21 عقوديا و10 أطباء يتوزعون على مختلف الأقسام من بينهم ثلاثة اخصائين في أمراض العيون وأمراض النساء والتوليد وأخصائي في الجراحة وهو ايضا نائب المدير.
ويحاول هذا الطاقم الطبي ما أمكنه توفير وتقريب الخدمات الصحية لسكان الحوض الشرقي على مدى 24 ساعة بكل الوسائل والمعدات المتوفرة لديهم والتي لازالت تحتاج الى المزيد من التحسين حيث يستقبل هذا المركز ما يقارب 300 مريض يوميا من مختلف الحالات ومن جميع مقاطعات الحوض الشرقي لتلاقي العلاج.
مصحة أم مستشفى..؟؟
ومن الغريب أن هذا المستشفى يعتمد في معاينته للمرضى نظاما أقرب ما يكون الى مستشفى خاص منه الى مستشفى عمومي حيث أنه يتعين عليك عند دفع رسم المعاينة تحديد الطبيب الذي تريد أن تقابله ليتم تقيد الوصل باسم ذلك الطبيب ويستوي في ذلك الاطباء الاخصائيون والعامون. ودائما ما يشتكي المواطنون من تكاليف العلاج وعدم تفهم ادارة المستشفى لهذا الامر رغم ان هناك مبالغ معتبرة مخصصة من طرف وزراة الصحة للمواطنين العاجزين والمعدمين ومن النادر جدا أن تصرف في علاجهم ومن الجدير بالذكر ان الميزانية المخصصة للمستشفى تمت زيادتها هذا العام من 45 مليون الى 70 مليون أوقية ولم يلحظ المواطنون و لا العاملون في المستشفى أي أثر لذلك.
المرضى يشتكون..
ويشتكي مرضى الفشل الكلوي من رداءة وتدني مستوى خدمة قسم تصفية الكلى ومن عدم كفاءة الاطباء العاملين فيه, وقد تم افتتاح هذا القسم قبل سنتين من طرف رئيس الجمهورية حيث يحتوي على جهازين للتصفية يحتاجان في الوقت الحالي الى صيانة عاجلة حيث انهم خارجا الخدمة هذه الأيام, ويقدر عدد المرضى الذين يترددون على هذا القسم ب نحو 20 مريضا وهم يتساقطون وللأسف واحدا تلوى الآخر.. ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).
كما يتشكي المواطنون من تباطأ قسم الجراحة العامة في توفير خدماته وخصوصا خلال المناوبات الليلية حيث أنه من النادر جدا أن يقوم الجراح بأي تدخل جراحي ليلا حتى ولو تطلب الأمر ذلك وهو ما يعرض المرضى الى مخاطر كبيرة قد تودي بحياة البعض منهم وأقرب مثال على ذلك هو التهاب الزائدة الدودية التي غالبا ما يتركون المريض حتى الصباح مما يعرضه ذلك الى انفجار الزائدة الدودية وقد سجلت حالات من هذا النوع.
أما بالنسبة لرفع المرضى إلى انواكشوط فإن المستشفى خصص سيارة اسعاف لهذا الغرض وذلك بعد أن يتم دفع مبلغ 120 الف اوقية كتكاليف لهذا النقل, منها عشرة آلاف فقط مخصصة للسائق ويعتبر المواطنون هذا المبلغ باهظا يعجز عنه غالبيتهم فيضطرون الا البقاء في النعمة والأكتفاء بما يتوفر هناك من خدمات صحية . ويقول احدهم لوأن الحكومة اعادت فتح مطار النعمة للرحلات الداخلية لكان من بإمكاننا تخصيص هذا المبلغ (120 الف) في تكليف تذاكر سفرنا الى انواكشوط ذاهبا وايابا ولوفرنا الجهد والوقت لمرضنا.
الفوضى ..الطابع العام
ويعاني المستشفى من الفوضى وغياب التسيير بالرغم مما يتوفر عليه من عمال, فنادرا ما يواظبوان على المدوامة والحضور اليومي وقد كان الامر جليا في أحد زيارات رئيس الجمهورية للمستشفى حيث أنه لم يجد في المسشفى غير طبيب واحد رغم توفره على 10 اطباء وقد كان من مؤمل أن يتغيرهذا الوضع لدى اطلاع رئيس الجمهورية عليه إلا أن الادراة لم تحرك ساكنا ولم تتخذ اجراءات صارمة.
ومن الامثلة على الفوضى في التيسر حسب بعض المصادر الخاصة أنه خلال غياب المدير مدة شهرين في زيارة الى الصين تعطل نظام المعلوماتية لدى الأدراة مما تعذر عليهم خلال تلك الفترة ضبط وتسجيل المداخيل المالية للمستشفى مما عرضها للتلاعب والاختلاس وهو مما اتضح لدى عودة المدير ليتكشف أن العطل لم يكن يتطلب كل هذا الوقت وأن المداخيل قلت خلال تلك الفترة تدنت الى مستويات لم يعهدها المستشفى من قبل.
كما يتهم بعض العاملين في المستشفى المدير ونائبه من الاستفادة من خدمات المطعم والتي تقتصر عادة على الأطباء المناوبين وذلك من خلال توسيعها لتشمتل عائلاتهم .
هل من أمل ..
وسط كل هذه المشاكل وغيرها لا يزال المواطن في مدينة النعمة يأمل في تحسين مستوى الصحة في المدينة من خلال صرف كل تلك المخصصات المالية في كل ما يخدم مصلحة المواطن وعدم صرفها في حسابات خاصة ويتمنى ايضا على رئيس الجمهورية أن يلقي نظرة أخرى على مستشفى النعمة ليرى بنفسه على وضعية المستشفى وأين ذهبت كل تلك الأموال التي تم صرفها لتحسين وضعه.
نقلا عن موقع الطواري

ليست هناك تعليقات: