أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

وشاح تنشر مذكرات أعماقي


مذكرات أعماقي..
يكتبها: أبو ياسين
الحلقة الرابعة
على أهمية خطاب أبي شامة ـ نظريا ـ بالنسبة لنا جميعا، لا يمكن التأكد من أن أحدا استمع اليه بشكل جيد باستثناء بعض من الصحافة الرسمية. لذلك لا نعرف عن مضمون خطابات الرؤساء إلا ما يعرفه الرؤساء عن مضمون احتياجاتنا بشكل جدي..

نحن والرؤساء حبنا عذري دائما .. لا ماديات تجمعنا وإياهم ولا ضم، بل الجر والنصب (بفتح النون والصاد) .. قصدنا ابن الملوح بقوله:
متى يشتفي منك الفؤاد المعذب؟ وسهم المنايا من وصالك أقرب!
انشغلنا ـ كجماهير أعماقية ـ بالتصفيق وإعادة التصفيق أثناء الخطاب.. كانت هناك بعض الاحتكاكات القبلية وإن كانت في الغالب على شكل هزلي، كل قبيلة تكرر تمجادها.. وإن أخطأت في فرد أو التفت اليه وأنت تنطق تمجاد قبيلة غير قبيلته يزجرك "بوي قل... باط" .. وقد يعنفك أو يذكرك بأمجاد قبيلته الغابرة.
بعد الخطاب ـ لا نعرف كم من الوقت استمر ولا المواضيع التي تناول إلا أنه خطاب اشعرن اجل ـ بدأت كل قبيلة تجمع "شهداءها" و"ضحاياها" الذين سقطوا في الميدان جوعا وعطشا وحماسا وتصفاكا..
في لمح البرق لم نعد نر مسؤولا ولا بطرونا ولا .. تطاير الجميع ركبوا سياراتهم وتركوا لنا المجال فسيحا لنختبر قدراتنا على السير على الأقدام في أعلى درجات الحرارة وأشد مراحل العطش والجوع...
كانت عجائز النسوة يمشين من ظل حائط إلى ظل حائط .. كن يشكين الحر والعطش والجوع، ويشكرن الرئيس، ويشدن بقامة الوالي وقرب جلوسه من الرئيس ويتفاخرن بالحشود القبلية التي جاءت.
كانت كل واحدة منهم تحلف "بصرة ولدها القالي" أن الرجل صاحب الدراعة البيضاء المدروجْ الذي يجلس مباشرة خلف الرئيس في الصف الرابع أو الخامس.. أنه شيخ قبيلتها هي ابن عمها فلان. وأن ذلك المكان لا يمكن أن يجلس فيه الا نحن " ما ندركو كاع" ...
أما الجمالة والخيالة فأغلبهم اشترى بعض بسكويت سرقله ( بسكيت الرحاله كما نسميها في الأعماق) أو بعض انبور الحطب.. وملأوا جريكانات مجلدين من الماء وحماو التاسدبيت الى أهلهم وحيوانهم...لقد أهملوا الجميع يوما كاملا وهو ما سيؤدي الى بعض الظالة، والى المبيت بلا عشاء الليلة المقبلة.. وربما بعض المشاكل العائلية الخاصة التي قد تنتهي بخصام ونتيجة أخطر ... لكن كل ذلك سهل في سبيل درجة القبيلة ورفعتها.....
يتتابع..

ليست هناك تعليقات: