أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

عبد الله ولد محمد الأمين من طالب محظري إلى متصدر للعناوين الصحفية


تداولت وسائل الإعلام اسمه (عبد الله ولد محمد الأمين) واشتهر فى أوقات كثيرة بالصفة التى جرت له المتاعب (رئيس قسم الإتحاد بالمعهد) ، وبات معروفا لدى عامة الطلاب وعمال المعهد وأعضاء هيئة التدريس ورجال الشرطة وكل الضباط المشرفين على عمليات القمع وفض الإعتصامات.

فمن هو عبد الله ولد محمد الأمين؟

ولد عبد الله ولد محمد الأمين بمدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقى 1990 قرب سوق المدينة المركزى والمستشفى القديم.

دخل ولد محمد الأمين المدرسة النظامية وسط مدينة النعمه ،وواصل تعليه إلى غاية المرحلة الإعدادية وتحديدا السنة الثالثة .

قرر ولد محمد الأمين هجر المدارس النظامية بفعل التسيب الحاصل والتدهور الدائم فى مستويات التلاميذ، وتوجه إلى المحظرة لدراسة القرآن والفقه،وقد اختار لنفسه محظرة "بوخزامه" حيث مكث عدة سنوات اكمل فيها حفظ القرآن وبعض المتون الفقهية .

يقول ولد محمد الأمين إن سنوات "بوخزامه" كانت حاسمة فى حياته . ويضيف "لقد بت أعرف من قبيلة "تنواجيو" أكثر مما أعرف من قبيلتى "أولاد بل" وتأثرت كثيرا بجو القرآن والفقه والنحو، وهنالك سمعت عن محظرة "أم القرى" وعن الدراسة على الشيخ محمد سالم ولد عدود عليه رحمة الله فقررت أن اتوجه إليه للإستفادة من علمه، وأن أكون أحد طلابه.

درس عبد الله ولد محمد الأمين على الشيخ الراحل محمد سالم ولد عدود لمدة سنتين.

يتذكر عبد الله ولد محمد الأمين كيف كان الشيخ يمازحه قائلا " تدريسكم أحب إلى من تدريس أبناء الزوايا . فأنتم تنسبون العلم لمن درسه بينما يدعى الآخرون وراثته عن الآباء "..

سنة 2008 قرر ولد محمد الأمين طرق أبواب المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية من خلال المشاركة فى الباكولوريا والمسابقة لضمان التسجيل باحدى الوسيلتين ، وقد فاز ولد محمد الأمين بالباكولوريا الأصلية ، كما دخل المعهد عن طريق المسابقة.
عبد الله ولد محمد الأمين متعهدا بشل الدراسة فى المعهد فى يوم من أيام الغضب
يقول ولد محمد الأمين إنه كان مولعا بالنضال والحياة النقابية رغم الفترة الطويلة فى المحاظر بعيدا عن المدن وأجوائها، وإن دخوله المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية شكل فرصة له لدخول المعترك النقابى من بوابة الإتحاد الوطنى لطلبة موريتانيا.

بداية 2008 كانت فرصة لعبد الله ولد محمد الأمين للتعرف على الاتحاد الوطنى لطلبة موريتانيا من خلال قسم المعهد والأنشطة الثقافية والنقابية التى يقوم بها أعضاء القسم الفاعلين ..

يتذكر ولد محمد الأمين كيف كان يقضى وقته وهو يتابع تصريحات رئيس القسم محمذن فال ، ومحمد محمود ولد محمد بابو والحس ولد محمد المختار و شماد ولد محمد الذى كان يجمع بين الروح النضالية والفكاهة والقيادية بالإتحاد سهلة بنت أباتن.

لم تجر أى انتخابات سنة 2008 ،غير أن النقص الذى عانى منه قسم الإتحاد بفعل غياب بعض عناصر فتح الباب أمام ولد محمد الأمين للدخول إلى معترك العمل النقابى من خلال تعيينه عضوا فى القسم مستفيدا من القانون الداخلى الذى يسمح للمجلس بتعويض نقص الأقسام من الأشخاص الفاعلين فى الساحة النقابية.

سنة 2009 كانت أول انتخابات يخوضها ولد محمد الأمين داخل المعهد كنائب لرئيس القسم، وقد فاز بنسبة 97 % من أصوات المعهد مع رفاقه فى الإتحاد ، وبعد شهور تولى قيادة القسم اثر تخرج رفيقه محمذن فال.

تولي عبد الله ولد محمد الأمين قيادة الإتحاد داخل المعهد فى ظروف نقابية بالغة الصعوبة ، وقد كانت البداية الفعلية لمساره الجديد.

قاد ولد محمد الأمين اغلب المفاوضات التى دارت بين الطلاب والإدارة وبين الطلاب والوزارة خلال أزمة المعهد، وقد بدأت ماكينة الضغوط السياسية والقبلية تعرف طريقها للمناضل القادم للتو من جو المحظرة والبادية مع اشتداد الخناق على الإدارة.
صورة عبد الله وهي تتصدر لائحة المعتقلين أيام مواجهات المعهد

يتذكر ولد محمد الأمين كيف كان بعض الأقارب ممن لديهم غيرة على مستقبله التعليمى أو الخاضعين لضغوط من السلطة يتصلون به للنصيحة . وكيف كانت تهم التسييس تلاحق العمل النقابى والتحذيرات الدائمة له من أن يتم استغلاله من قبل بعض الناس لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية بينما يدفع الثمن من دراسته ومستقبله.

ولعل الأطرف كما يقول هو اتهامه مع عدد من أعضاء الإتحاد الوطنى لطلبة موريتانيا برفض تحويل المعهد لأسباب جهوية محضة. ويضيف حينما علموا أننى من مواليد النعمة بالحوض الشرقى ، بادروا لتغيير التهمة وطرح الأمر على أساس أننى استغل من قبل جهات سياسية لتنفيذ أجندة خاصة وأننى مغرر بى من قبل بعض السياسيين.
يشرح ولد محمد الأمين - وهو يبتسم- كيف كان البعض يتودد إليه فى ثوب الناصح والأخ المشفق والإطار المهتم بمصالح كل القادمين من شرق البلاد ، وكيف كانت قصص الإستغلال السياسى تروج داخل ساحة المعهد والتحذير منها يصم الآذان.

لم تلبث الأمور أن انهارت سنة 2011 بفعل رفض الطلاب لإغلاق المعهد واصرار الوزير ومديره على تنفيذ ما أسموها تعليمات سامية بمنع تسجيل الطلبة الجدد لتحويل المعهد نهائيا إلى جامعة إسلامية بمدينة لعيون.

قاد ولد محمد الأمين سلسلة من الإعتصامات والمسيرات والمواجهات التى عنون لها الطلاب ب"أيام الغضب"، وقد اعتقل أكثر من مرة مع نصيب وافر فى الضرب والخنق كما يقول،قبل أن تلجأ الإدارة إلى فصله نهائيا من المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية مع قرار الإتحاد المعلن بإفشال الإمتحانات فى المعهد وماصاحب ذلك القرار من شد وجذب طيلة الأسابيع الماضية.

لايكترث ولد محمد الأمين بقرار الفصل ويعتبر أن مهمة الإنسان فى الحياة أسمى من تحصيل شهادة ورقية ، ولكنه مع ذلك لايزال مصرا على أن قرار الطرد باطل وأن الجهات الأمنية التى اصدرته ليست مخولة بحكم القانون فى البت فى مصائر طلاب التعليم العالى بموريتانيا.

عن أكثر الضباط الذين تعرف عليهم ولد محمد الأمين طيلة الفترة الماضية وعن العلاقة بينه وبين المعنيين يقول عبد الله " ولد سيدي يحي .. محمد ولد المختار .ولد مولاي .. كلهم باتوا جزء من المشهد اليومى فى المعهد ، ولكن كانت العلاقة بهم سيئة ..الضرب والخنق والإعتقال ..".

سألناه إذا ماكان الصمود الذى يعبر عنه أثناء المواجهات صمود مفتعل أو تحت الإكراه المعنوى فأجاب وهو يضحك " يعلم الله أنه صمود عن قناعة وشجاعة".

ويختم ولد الأمين بأن فترة المعهد كانت مدرسة له ولرفاقه ، وأن أيامها الجميلة – كما يقول- مضت وثمارها الآن تحصد فتحا للتسجيل واستمرارا للمؤسسة وسمعة حسنة للنقابة التى تولوا قيادتها فى هذا الظرف الصعيب".

            *** نقلا عن الأخبار إنفو ***
  

ليست هناك تعليقات: