أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

إنهم أناس يتطهرون


مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل

إن ما انغمس فيه  كثير من الكتاب والمحللين في هذه الأيام من النظر بالعين المجهرية غير المنصفة إلى بعض مواقف الإسلاميين والتشكيك فيها  ثم التهجم على بعض الشخصيات الإسلامية أو الإسلاميين عموما لمجرد الاختلاف معهم في موقف ما أو رأي أو اجتهاد في مرحلة قد يختلفون معهم في تحليلها وبالتالي في الحكم عليها أمرٌ لن يكون مثبطا ولا  عائقا  في سبيل الإسلاميين  لتخليص هذه البلد والنهوض به  في سلّم الرقي والازدهار.

لكن على هؤلاء وإن كانوا  لا ينقمون ـ في الحقيقةـ على الإسلاميين سوى أنهم "أناس يتطهرون" أن يتوقفوا قليلا ليسألوا أنفسهم فيعدّوا الجواب قبل أن يسألهم التاريخ على غرّة :
هل دافِعُ ما يقومون به ـ من دعاية وتشويه واتهام في المواقف ضد الإسلاميين ـ هو الغيرة على الدين والرهان على مستقبل الأمة؟
وإذا كان كذالك فهل يأمر هذا الدين  بسوء الظن بالمسلمين والتشكيك في نياتهم  بدل حسن الظن والتماس الأعذار ؟
أم أنهم يؤمنون ببعض الدين ويكفرون ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذالك سبيلا معوجا لتشويه قوم أو تزييف آخرين.  
أو أن الدافع إلى ذالك هو التقرب أو التزلف إلى أنظمة أو عروش لنيل مرتبة أو جاه أو نفوذ
وإن كان كذالك فأبشرهم أنه لم تعد هذه القربة متقبّلة في دين عصر التحرّر                    
  إذ كم هم الذين تزلفوا إلى الحكام بوصم الإسلاميين بالمكر والخداع وإلصاق كل التهم الدنية ،  لكن سرعان ما سقطت تلك الأنظمة وهوت تلك العروش وقضي بين أصحابها بالقسط وبقي المتزلّفون ـ وقد خرست ألسنتهم ـ ينظرون إلى رايات الإسلاميين خفاقة نظر المغشي عليه من الموت
ولَكأني والله بذوي الأقلام المأجورة ـ في موريتانيا ـ ممن لم يأخذوا العبرة من غيرهم ـ وقد علت أصوات الحق ورفرفت راياته يسرون الندامة ويقولون في أنفسهم يا ليتنا نردّ فنكتب غير الذي كنا نكتب.

ليست هناك تعليقات: