أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

أليس منكم رجل رشيد؟


بقلم: مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل

قد يستغرب أي شخص في ظلال الثورات الإسلامية العربية  القائمة ـ وهو يشاهد الأنظمة الجائرة تنكل بشعوبها كلما طالبت بالحرية والعدل  وتستعمل ضدها كل ما أوتيت من قوة  ـ ما يراه من تعنت هؤلاء الظلمة وعدم استفادة بعضهم من أخطاء بعض
فيتساءل قائلا :
ما لهؤلاء الحكام لا يكادون يفقهون حديثا ولا يأخذون عبرة ولا يدركون أن التعذيب والحبس والتنكيل بالشعوب الصامدة ليس إلا معول هدم لأركانهم من الخلف؟

أو لم يتعلموا من الأحرار الصامدين أن ضبابية الدخان لا تكدر جلاء المطالب ؟ وأن برودة الماء لا تزيد حرقة التظلم إلا قوة واشتعالا؟
أوليس من هؤلاء الحكام "رجل رشيد "إذا صاحت في وجهه الشعوب قائلة ارحل يقول "فهمتكم" ويلبي قبل أن تأخذه الصيحة بالحق؟
لكن لو تذكر هذا السائل الحكمة الراسخة ـ التي جسدتها التجارب عبر العصور ولازالت تشهد لها حتى جرت بذيلها على القوم ـ لما استغرب أصلا حتى يسأل ألا وهي أن "البطنة تذهب الفطنة"
فمن أكل أموال شعب واستولى على ثرواته لا يراد منه أن يفهم مطالبه ولا أن يأخذ العبرة من غيره ما دام أنه متخم بأموال البؤساء والمستضعفين بل سيزداد جورا على جور وظلما على ظلم وتجاهلا لأي نداء يطالب بحق مشروع
لكنني أبشر هذا السائل بأن قوة إرادة الشعوب وتشبثها بمطالبها وصمودها في سبيل ذالك كفيل بإزاحة كل غُمر متجبر لا يولي أي اهتمام بشعبه
فكم من حاكم أقسم ما لحكمه من زوال ؟ وتعالى على قومه واستكبر عليهم هو وجنوده بغير الحق؟ ونادى  أحرارهم "يا أوغاد و"من أنتم"؟ و"فاتكم القطار" لكن سرعان ما حنث في يمينه فتحطم نظامه على صخرة النضال السلمي ثم توارى هو ـ بعد ذالك بالحجاب أو غلقت دونه الأبواب أو سرى بأهله في قطع من الليل يلتمس ملاذا آمنا وقد شيعته هتافات المظلومين وابتسامات المحرومين ابتهاجا بإزاحته
ثم إني أخيرا أنصح كل عاقل لم تتلطخ يده أو قلمه في الدفاع عن الأنظمة الجائرة ـ التي أصبحت كلها "والحمد لله "على شفا جرف هارـ أن  ينضم لأصوات الحق فيأوي إلى ركن شديد قبل أن يفوت الأوان
كما أذكر كل ذي قلم مأجورـ يحمل أوزاره وأوزار غيره بتبرير أخطائهم والوقوف معهم في وجه العدل والحق ـ أن يشفق على نفسه فيتروى بقلمه قليلا كيلا يكلفه محو ما كتبه كثيرا من الوقت حين ما ينجلي الظلام.

ليست هناك تعليقات: