أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه (مقابلة)


استكمالا لمحاولتها استجلاء  رأي النخب السياسية الوطنية حول التطورات التي تشهدها الساحتان الوطنية والعربية التقت وكالة أنباء أطلس هذه المرة الأستاذ محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه أمين الإعلام في حزب الصواب وأجرت معه الحوار التالي:

وكالة أنباء أطلس: السيد محمد المصطفى ولد الشيخ  سعد بوه يشرفنا أنكم قبلتم إجراء هذه المقابلة معنا في ضوء اهتمامنا بمختلف الأوضاع ورؤية الفاعلين السياسيين فى البلد، وكعادتها وكالة أنباء أطلس ليعرف بنفسه بالطريقة التي يشاء للقارئ للمستمع



محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه : أولا فى البداية وقبل أن نعرف بنفسي أنوه بهذا المولود الجديد وأشكركم على هذه الانطلاقة المباركة التي نرجو لها أن تكون إضافة جديدة إلى الساحة الإعلامية   وأن تحمل في بذورها الكثير من التطوير الإعلامي المهني الذي نرجو أن يكون عملا شريفا وجبارا ومهنيا وواقعيا إلى درجة كبيرة، ثانيا ببساطة أنا محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه من مواليد قرية  "أكوينيت" فى الحوض الشرقى  وأنا مهتم من الناحية السياسية بأمور بلدي و أكتب بعض المقالات في كثير من المواقع وبعض الصحف أي لا يمكن تصنيفي حتى الآن بأنني صحفي وهذا الشيء الذى  أعرف به نفسي دائما فى كتاباتي لكننى الآن أتشرف بمسؤوليتي كمسؤول الإعلام في قيادة حزب الصواب  
وكالة انباء أطلس : ربما يكون أول سؤال يتبادر إلى الذهن عندما نتحدث مع مسؤول رفيع من حزب الصواب هو أنه عادة ما يوزع المواطن الأحزاب السياسية إلى فئتين أحزاب معارضة وأحزاب أغلبية أين موقع حزب الصواب من هذا ؟
محمد المصطفى ولد  الشيخ سعد بوه : هذا هو الطبيعي الذى ألفه العامة وألفه الكثير من الناس أنه فى أي واقع سياسي وفى أي بلد من بلدان العالم يشهد تعددية سياسية فلا بد أن يكون هناك تصنيف أو تصنيفين  إما تصنيف مع السلطة أو فى الأغلبية كما يسمى عندنا وهذا في الحقيقة واقع موجود عشناه منذ بواكير مرحلة ما يسمى بالديمقراطية في هذا البلد إلا أنه يمكن القول أن الصواب الآن له خط ثالث فهو غير موجود في منسقية المعارضة رغم علاقاته الكبيرة والواسعة معها كما أنه أيضا ليس ضمن الأغلبية لذلك فهو يؤسس خطا خاصا به في هذه المرحلة الدقيقة الخاصة والحساسة من تاريخ البلد.  
وكالة أنباء أطلس : اخترتم لأنفسكم خطا كما تقولون خاصا في أي حدود يمكنكم المحافظة على هذا الموقف؟  
محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه: لقد ارتأينا بعد التحولات التي شهدتها البلاد، أنه هذا هو الحل حتى الآن لأننا في هذه المرحلة التي بدأت مع الانتخابات الرئاسية الأخيرة وبروز النتائج  حاولنا، وهذا هو الموقف الدائم لنا طيلة مسيرتنا التاريخية،  أن نكون  منصفين ونعطى للنظام وقتا يطبق فيه وعوده التي وعد أو تكذبه الوقائع والأحداث و يكذبه التاريخ، وفى هذه المرحلة لاحظنا بعد الانتخابات الرئاسية أن الناس أو الأحزاب السياسية تمايز في تلك الفترة ما بين معارض و موالى فاخترنا الخط الثالث لا لأننا  أصبح عندنا موقف مساير للنظام بل لأننا نريد أن نكون خطا آخر، ولقد اتخذ النظام خطوات للبت في بعض من مطالبنا وخصوصا قطعه للعلاقات بالكيان الصهيوني لأنها كانت عارا في جبين السلطة التي سبقته والتي  ناضلنا وقاومنا من أجل إسقاطها  وعندما قطعها النظام قام أيضا ببعض من    في  الخطوات التي قد تسير بالبلاد  في الاتجاه الذي توهمنا ومازلنا نتوهم أنه هو الصحيح، كمحاربة الفساد و المفسدين والاهتمام بالأغلبية الساحقة من هذا الشعب، خاصة الفقراء وغيرها من تلك الشعارات التي لامست مشاعر الناس، ولذلك أعطيناه الفرصة ونحن مقدمون في شهر مارس المقبل على مؤتمر الحزب الذي ينعقد بحول الله في هذا اللحظة وعندها سيكون لنا إن شاء الله موقف بعد التقييم.
وكالة أنباء أطلس : موقفكم هذا شبيه  بموقف حزب تواصل ألا ترون هذا التشابه وهل  هناك تنسيق  بينكم وبين تواصل؟
محمد المصطفى ولد الشيخ سعدبوه:  في الحقيقة نحن عندما أردنا أن نتخذ هذا الموقف، لم يكن في حسابنا أن جهة ما تتبني هذا الموقف لكن في الحقيقة                وفي الزاوية والنظر إلي أوضاع البلد وكل الظروف  فنحن قد حللنا الأمور انطلاقا من الواقع ويمكن أن يكونوا هم كذلك لنا رؤيتنا ولهم رؤيتهم قد نختلف في البعض ونتفق في البعض.  
لم يكن هذا الموقف منسقا ولم يعقد له  إجتماع  أو تنسيق فقد تبنيناه بمحض إرادتنا  ونحترم التواصليين في اتخاذهم لهذا الموقف.
وكالة أنباء أطلس : لكن أنا أقصد هل فى ظل تقارب هذا التقييم بين الحزبين هل حدث تنسيق ولماذا لم يحدث؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: هناك كثير من اللقاءات ونحن في الصواب نفتح أبوابنا للأخوة في تواصل ولغيرهم من الأحزاب السياسية وكل  الفرقاء السياسيين فى هذا البلد ونحن تضمنا منسقية  نجدد الدعوة لهم للدخول إليها مع أننا نعرف أنه قد تكون هناك بعض من المواقف التي تشكل عائقا أمام دخولهم أو أمام تنسيقنا معهم لكن نحن فى هذه المرحلة نفتح لهم كما نفتح أذرعنا لكل الأحزاب السياسية للتفكير المشترك  للوصول إلى حلول جذرية لمجمل القضايا الوطنية وندعو من هذا المنبر إلى التنسيق في إطار منسقية العمل القومي التي نحن جزء منها وقد قمنا بعملية تنسيق العمل مع القوى الإسلامية سبيلا إلى توحيد الجهد بين الخطين، ولاشك أن حزب تواصل يشكل في حد ذاته جزءا كبيرا من هذا الفريق الإسلامي ونتمنى أن يلتحق بهذه المنسقية.  
وكالة أنباء أطلس : بالمناسبة منسقية العمل القومي الإسلامي تثير بعض الجدل في بعض الأوساط في موريتانيا حول طبيعة علاقتها بالأخ العقيد معمر القذافي، هذا من ناحية ثانيا جدل حول تمثيل هذه المنسقية للتيارات القومية والإسلامية والعربية في موريتانيا ؟
المصطفى ولد الشيخ سعديوه: في الحقيقة هذا نسمعه دائما،في البداية أطلق عليها البعض أحزاب البيعة إلي ما شابه ذلك ، لكن الحقيقة التي نعرفها نحن عن أنفسنا هي أننا قمنا باجتهاد في الساحة  اتفقت عليه القوى القومية والإسلامية في هذا البلد  وأجمعوا على  الوحدة في الكثير من المواقف الأساسية والقواسم المشتركة التي تجمعهم وعليه فإننا في هذا المجال نقول أن الذي يجمعنا في هذه الأحزاب السياسية المكونة للمنسقية هو مجرد المواقف المبدئية حول كل القضايا التي تتعلق بالشأن العام في هذا البلد كموضوع الهوية البلد  و نظرتنا لكل الأفرقاء و الأحزاب السياسية هي نظرة احترام وتقدير ونحن لا نطرح أنفسنا كبديل عن التيارات القومية و الإسلامية الموجودة في البلد، لأننا نقول لهم هذا اجتهادنا نتحاور ونتناقش حوله وعلينا أن نتدارس  كل القضايا التي تخص الهم القومي والإسلامي وأنا أرى أن التمثيل  في منسقية العمل القومي والإسلامي  قد لا يكون مرضيا لنا وقد يكون ناقصا لأن بعض من يفترض وجودهم طبيعيا فيها لم يلتحقوا بعد ونجدد القول لهم بأن المجال مفتوح أمامهم للبحث عن أرضية مشتركة.  
وكالة أنباء أطلس : ما طبيعة العلاقة مع الزعيم معمر القذافي حتى يفهم الجميع ؟ المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: نحن في منسقية العمل القومي الإسلامي لنا علاقات طيبة  بالقائد معمر القذافي لأنه مثل ويمثل إلا حد الساعة الرجل الذي رفض وهو قائد مقاومة ضد التطبيع وضد كل أنواع الإستلاب الحضاري و يقف مع الهوية و مع الشعوب المظلومة ويطالب بالأرض العربية المغتصبة بتحرير كل البلدان الإسلامية وهو قائد لثورة ألتقينا معه في مواقفه ولكنه لا يمارس وصاية علي منسقية العمل القومي ونحن نشكره علي مواقفه ونضع يدنا في يده مساندة لهذه المواقف ودعما للساحة العربية والإسلامية.  
وكالة أنباء أطلس : عرف الوطن العربي قيادات إسلامية وكاريزمية كالرئيس الراحل جمال عبد الناصر والفقيد الشهيد صدام حسين ،وحافظ الأسد ،و بشار و القذافي  لكن وجود هؤلاء وتوزع الولاءات الفكرية بينه إلى إلى  التمزق ما رأيك؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: صحيح أن الساحة الفكرية القومية مقسمة بين ناصريين وبعثيين  فالبعثيون بعضهم  مع صدام وبعضهم مع سوريا الأسد بل أكثر من ذلك فإن هناك تيارات أخرى إسلامية وغيرها وهو ما يؤطد أهمية قيام منسقية العمل القومي الإسلامي   لتوحيد الساحة القومية الإسلامية  وهنا يطرح سؤال مهم يقول :هل وجود الزعماء التاريخيين على رأس الدولة نعمة أم نقمة ؟ والحقيقة من خلال النظر إلى التاريخ  ولا أقصد التاريخ البعيد بل  القريب  نرى أن الفصيلين  الكبيرين أي الناصريين والبعثيين شكلا في مرحلة الخمسينيات والستينيات وحدة كبيرة على الساحة العربية تعتبر حتى الآن رائدة ومفيدة للأمة  رغم ما وقع فيها  بعد ذلك من  انفصال إلا أنها شكلت النموذج الوحيد للوحدة  بين قطرين عربيين كما هو الشأن بين سوريا ومصر ما بين 1958و 1961 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أن التنسيق بين  القوميين  ليس وليد الساعة ولا الصدفة وإنما هو علاقة قديمة شابتها بعض من المواقف السياسية التى عكرت صفوها أحيانا خصوصا في فترة الانفصال الذي أدته ظروف إقليمية ودولية وتكالب القوى الغربية على المنطقة العربية ومحاولتها الدائمة تمزيق الصف القومي والإسلامي.
و أنا  لا أحمل القادة مسؤولية هذه التفرقة سواء على المستوى القومي أو الإسلامي وإنما الظروف كانت فيها الكثير من التحديات التي وقفت أمام التجربة بالإضافة  إلى بعض المنزلقات التي وقع فيها هذا الفريق أو ذاك والرئيس الراحل المرحوم جمال عبد الناصر هو زعيم عربي لا يجادل في ذلك أحد وكل كتابات البعثيين من مؤسسي حزب البعث العربي منذ المرحوم الأستاذ ميشيل عفلق والشهيد صدام حسين  تؤكد هذا الرأي والرئيس صدام حسين أطلق اسم جمال عبد الناصر علي أكبر شارع في العراق، كما أنه سمي فرعا من فروع حزب البعث علي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر   .
لم يكن الأمر يصل إلى  الخلافات  الكبيرة كما يروج البعض فمثلا في الحروب والأزمات القومية عند ماكان جمال عبد الناصر يقود المعركة  يكون البعثيون إلى جانبه  وكذلك العكس عندما وقع العدوان الثلاثيني على العراق في واحد وتسعين كان أيضا الناصريون يتهيؤون للدفاع عن شرف العروبة وعن قيادة الشهيد صدام حسين لذلك أنا أرى أن الخلافات والصعاب التي اعترضت تلك المرحلة إنما هي بدايات تعود لسوء الفهم أما اليوم ،ونتيجة لحجم التحدي الذي يواجه المنطقة ككل وخصوصا المنطقة العربية، فإن التيارات السياسية القومية والإسلامية العربية  أصبحت في مرحلة النضج والوعي الذي يرفعها إلا مستوى تلبية حاجة المواطن العربي في الوحدة والتحرير وفي إقامة العدالة خصوصا أن بعض الفرقاء أصبح يعي أنه لا توجد إيديولوجية سياسية قادرة على العمل بمفردها لذلك لابد أن تجتمع الرؤى والتصورات في برنامج موحد حتى نكون قادرين على تحقيق مبادئنا في التحرير والوحدة.  
وكالة أنباء أطلس: تمور الساحة العربية الآن بحركات شعبية كبيرة: ثورة منتصرة في تونس وثورة ربما تنتصر في مصر، كيف تقيمون ما يحدث الآن وإلي أي حد ترون أنه يمكن أن ينعكس على الساحة في موريتانيا؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: أولا أريد أن أشيد بثوار تونس والثورة المصرية ونحن في  حزب الصواب أصدرنا بيانا يشيد  بانتصار الثورة في تونس على نظام الديكتاتورية وكذلك أصدرنا بيانا حول مصر وثورتها المباركة وأتمني لهم النجاح في إزالة نظام كامب دايفد نظام العمالة الجاثم علي صدر الشعوب منذ ثلاثين سنة.
أما  ما أصبح يسمي بعدوى الثورات التي تنتقل من بلد إلى بلد وهل بلدنا في منآي عن ذلك   فأرى أن    لكل بلد مميزاته فمصر يجثم  نظامها 30 عاما على صدر شعب ونهب وبدد ومارس الكثير من القمع والتحريض ضد الناس وضد القوى السياسية المعروفة في البلد، وكبل مصر باتفاقية كامب ديفيد التي مازالت الأمة تعانى اليوم من تداعياتها وفي تونس كان هناك نظام مارس أقصى  الدكتاتورية من تحييد وتكميم للأفواه وتغييب للشعب،  كذلك السرقة ونهب الممتلكات العامة .
أما في بلادنا موريتانيا فالظروف تختلف،و لا يعني ذلك أننا بعيدون من أن تصيبنا العدوى، ولكن حتى لا تكون هناك فرصة أو ظروف تفتح الباب لذلك فإننا ندعو السلطات الموريتانية إلى المزيد من الانفتاح على الفرقاء السياسيين  .
وقد أصدرنا موقفا فى بياننا دعونا فيه السلطة إلى الحوار والانفتاح  لكي يسير البلد على خطى صحيحة وثابتة تساعد في بناء موريتانيا بعيدا عن الأزمات التي نعتقد أن  تفاديها مازال في أيدينا  بالحوار والإنحياز لمطالب الشعب وخصوصا النظر في الارتفاع الجنوني للأسعار والرفع من مستوى دخل المواطن والحد من البطالة  في صفوف الشباب  
وكالة أنباء أطلس : الحدث التونسي و المصرى يقال أنه حمل رسالتين واضحتين الأولى للأنظمة العربية والحكام الذين بدا أنهم انكشفوا وتفاجئوا وأن الثقة انعدمت في أغلبهم ولا يستطيعون التنبؤ بما قد يحدث، الرسالة الثانية أن الأحزاب والقوى السياسية العربية التقليدية المعروفة أيضا  انتهت لأن الجماهير سبقتها لما تريد وتحركت حتى دون علمها وكان سقف مطالب الجماهير فوق سقف مطالب القوى التقليدية، ألا ترون بأن هذا مؤشر واضح لنهاية الأحزاب والقوى السياسية التقليدية؟
 المصطفى ولد الشيخ سعدبوه:   أولا فيما يخص الأنظمة التي كانت تحكم في الحقيقة هذه الأنظمة كنا ومازلنا نرى أنها  فاشلة وديكتاتورية، لأنها جاءت بامتيازات مسروقة إلى كرسي الرئاسة      وهي مدعومة بغطاء غربي يحميها من السقوط وكانت تمارس القمع دون أن يحاسبها أحد اللهم بعض ما يسمى بلجان حقوق الإنسان والمنظمات الدولية التي تدعي أنها تدافع عن الديمقراطية، وحسب تحليلنا لما  حدث في مصر وتونس فإنه  لو لم تكن الولايات المتحدة قد تورطت في مستنقع العراق وأفغانستان لما استطاعت الجماهير أن تسقط نظامين يعتبران ركيزتين أساسيتين ومدماكين من مداميك الإستعمار فى المنطقة العربية، لذلك أرى أن إرادة القوى المقاومة في عراق الشموخ والكبرياء وأفغانستان وفلسطين ولبنان هي التي أسقطت الحكام والأنظمة العربية، أما ما يخص النظر إلى الأحزاب العربية فأنا أؤكد أن مجمل القيمين على هذه الأحزاب ومؤسسيها كانوا يكتبون عن هذه اللحظة التاريخية ويتوقعون أن الحكام العرب سيجدون أنفسهم يوما ما في مواجهة الشعب لذلك  أرى أن الأحزاب السياسية كانت قد فهمت دقة هذه اللحظة التاريخية كما كانت تتوقع  هذا الانفجار وإن من يطالع المنهاج السياسي والاستراتجي للمقاومة في العراق الذي صدر في سبتمبر 2003 بعد الاحتلال بشهور يجد فى طياته كيف أنهم نظروا لا لإسقاط النظام الجديد  في العراق ومشروع الاحتلال بل لإسقاط المتعاونين معهم من الأنظمة العربية والأحزاب القومية كانت حاضرة في ما حدث مؤخرا  ففى تونس كانت طلائع البعثيين والناصريين موجودة فى الثورة بقوة سواء من خلال النقابات  أو ما شابهها والشيء نفسه ينطبق على اليسار في تونس ومصر حيث شاركوا كلهم في ثورة الشعب ولكنهم لم يدعوا  أنهم قاموا بها وهي تدرك منذ البداية أن المواطن العربى إلى هذه المرحلة الدقيقة ليجد نفسه في مواجهة مكشوفة مع حكامه الذين ظلموه وسلبوه من كل شرفه وكبريائه .
وكالة أنباء أطلس : فى احتفال نظمه حزب تواصل وشبابه بمناسبة عودة الزعيم راشد الغنوشي إلى تونس صرح الأخ جميل منصور أن الإخوان انتصروا في تونس وأنهم سينتصرون أيضا في مصر هل ترون أن هذا الانتصار الذي حدث في تونس ومصر يعود فيه الفضل إلى الإخوان؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه : حسب ما نرى ونحلل نعرف أن ما وقع فى تونس ومصر هو ردة فعل جماهيرية وقوى شعبية عريضة أكبر من كل الأحزاب السياسية سواء من الإخوان أو من غير الإخوان وبالتالي لا أرى من حق جميل منصور وهو رجل نحترمه ونحترم موقعه ومكانته، أن يقول بأن هذا الانتصار هو إنتصارهم مع علمنا أن حركة النهضة التي كانت محرومة في تونس و عانت الكثير من القمع والاضطهاد الشيء الذي يعني معنويا لدى هؤلاء  أن ما وقع في تونس  هو انتصار لحركة الإخوان ومهما يكن فإن ما حدث انتصار للديمقراطية وللشعب التونسي وكذلك الذي يحدث فى مصر هو أيضا انتصار لكل القوى العروبية والقومية  التي دخلت السجن منذ السبعينات و التي انتفضت  سنة 77 والتحقت بالانتفاضة اليوم وتساهم فيها بفعالية، أما حصرها فى زاوية انتصار لفريق دون آخر فهذا مالا نراه نحن في الصواب.

وكالة أنباء أطلس : رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أكد تبنيه للحوار وانفتاحه واستعداده له وبعض نواب الأغلبية صرحوا لوكالة أنباء أطلس أنه في الكواليس تدور الآن تحضيرات جادة لانطلاق حوار جدي وطني لكن تكتل القوى الديمقراطية أعلن لنا أنه لا علم له بشيء جاد في هذا الاتجاه وكذلك حزب اللقاء الديمقراطي الوطني الذي يرأسه محفوظ ولد بتاح،هل لكم علم بهذا الحوار وما هو رأيكم فيه ؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: لا علم لنا حتى هذه اللحظة بهذا الحوار رغم أننا في بياننا الأخير طلبنا من النظام أن يجرى هذا الحوار  ونحن فى الصواب  نفتح ذراعينا حتى الآن لمثل هذا التوجه.
وكالة أنباء أطلس : مؤخرا تصاعدت محاولات تنظيم القاعدة في القيام بأعمال داخل البلد وأحبط بعضها وما تزال القوى السياسية غير متفقة في تقييمها لسياسة الحكومة في مواجهة هذا المشكل وما هو تقييم حزب الصواب للسياسة التي تنتهجها الدولة فى هذا المجال أو الحكومة ؟
المصطفى ولد الشيخ سعدبوه: حتى الآن نحن في حزب الصواب ندين هذه الأعمال الإجرامية التي تقام في بلدنا من انفجارات واستهداف لمؤسسات الدولة، لكننا بالمقابل نرى  أن هذا نتيجة  للكثير من التراكمات الخطيرة التي مازالت مشكلاتها وتحدياتها قائمة في هذا البلد،  ولا بد للسلطات أن تتخذ الكثير من الإجراءات في هذا الصدد من أجل دمج الشباب في دورة الحياة و التخفيف من البطالة والأعباء التي يعانى منها الشباب حتى نقي أنفسنا الكثير من المزالق .وفى هذا الإطار فإن أي حوار لا شك سيطرح هذه القضية  نصب عينيه

ليست هناك تعليقات: