دِينُنَا ودَيْدَنُنَا

بقلم: محمد الأمين محمد عبد الله

تميز زمن ولد الطايع أو ما يسمى عند أهل المنطقة بالزمن الجميل بالسرقة والنهب، والمتاجرة في المحرمات، وشراء العقول ، مما يقيد حرية الأشخاص، ونفض الغبار عن أرشيف القبيلة.

تتالت سلسلة انقلابات عسكرية وآخرها النظام الحالي، نظام انتقالي تعسفي أراد لنفسه الشهرة، فأخذ من شعاره سترة يحتمي بها للقيام بأعماله القذرة، حكم وتحكم بجيش  السماسرة الذي كان الحجر الأساس في حكم دام ما يزيد علي العشرين سنه، جيش مجيش بعتاد العقل والحكمة التي وهبه الله إياهم،
لكن وللأسف استخدموها في ظلم وجور للعباد، وزرع بذور الفتنة في قلوب مريضة بالكباد.

-ما فتأت ولاية الحوض الشرقي أكبر ولايات الوطن عددا وأكثرهم للمرشح سندا، وأكبر مقاطعاتها *تمبدغة*. - مقاطعة اقتربت من عقدها العاشر أو زادت عليه، ربت وتربت علي دور الطين، منظر مزري ليس بالشك بل باليقين ،أكلت واحتقرت وبالأيادي لأكاليها صفقت، أناس أخذو من اللاشيء عنوانا، وتهالكت أعمارهم ولم يجدو للسياسة تعريف، ولا في الحياة حنانا.

مع ذلك وفي ظل كل صدام سياسي محتدم تجدهم بالكبير والصغير  والرأس والذنب، يتحاورون ويتجادلون في مواضيعها، تحسبهم يعلمون وهم لا يعلمون، كل لليلاه يغني، أناس يكنون للأقوال حبا وللأفعال كرها ، طبع ورثوه وسيورثوه.

ما إن تأخذك نزوة لمجلس معين إلا وأول شيء بادروك به "انت امعان وللا امعاهم" جملة حفرت في مسامات العقل، وأخذت التفكير الكامل مع أنه في الأصل خامل، ولو حاولت محاورتهم لتعرف مدى فهمهم   لبيت القصيد "السياسة"  تجده صفرا، أو أن تعرف السبب الرئيسي وراء دفاعهم عن ما هم في دفاع عنه، في سؤالين فقط: هل لكم أهداف؟ وماهو الدافع وراء اختياركم لهذا  المرشح عنذاك ؟

يكون الجواب  صدمة  "آن ماني امع يكون اللي امعاه أهلي" والأقرب ثم الأقرب".

وإذا طال النقاش ،تحمر الوجوه وينتقل اللقاء لصراع بين أبناء العمومة والخوألة ومن ثم العائلة والأبناء، لتتحول السياسة من مصدر له أسسه السامية، في نشر الوعي الاجتماعي لنعرف مالنا وما علينا دون أن يجذبنا الدم القبلي، إلي ما نحن عليه الآن من تشدد وتمرد، حيث كان عصر الإمارات....كلما أردت للكلام نهاية، أجد نفسي في البداية، خيط موصول في الأصول ،رأسه معلوم وآخره مجهول، ليظل سكان الحوض الشرقي في ظلامهم يعمهون، وبالأقوال متمسكون، ولي الرأساء صانعون وعن حال ولايتهم إنا لله وإنا إليه راجعون.

لنجعل من السياسة مجرد إرث تاريخي لنا أو إن صح القول هي ديننا

وديدننا، شقاؤنا وشقاقنا، همنا وغمنا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ونحن نكرر قول الشافعي رحمه الله:

نعيب زماننا والعيب فينا

                           وما   لزماننا    عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير عيب

                          ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب

                          ويأكل  بعضنا  بعضا  عيابا.