أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

توتر بين نواكشوط وباماكو

قالت مصادر سياسية وأخري حكومية مأذونة إن العلاقات الموريتانية المالية شهدت خلال الأسابيع الماضية حالة من الفتور عير مسبوقة في تاريخ البلدين منذ المواجهة السياسية بين الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز والرئيس المطاح به آمادو توماني توري.
وقالت المصادر إن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز منزعج من سلوك الرئيس المالي المنتخب، وتصرفات الحكومة المنصرفة بشأن الشمال، وكذا التعامل غير الودي مع دول الجوار منذ تسلمه مقاليد السلطة في البلد المضطرب.

أسباب التوتر

وتقول المصادر إن التوتر بين الحكومة الموريتانية والحكومة المالية المنصرفة بدأ بعد رفض نواكشوط الزج بقواتها في الحرب الفرنسية الإفريقية في الشمال المالي، وفتح القوات الموريتانية لحدودها أمام عدد من معارضي التدخل الفرنسي في المنطقة،وبعض قادة أنصار الدين والقبائل العربية الرافضة لهيمنة الزنوج علي الشمال اقليم أزواد.
وتقول المصادر إن باماكو كانت تتوقع أن تكون القوات الموريتانية في طليعة القوي المشاركة في حرب الشمال بحكم العلاقة بين الحكومتين، والتجارب السابقة، غير أن نواكشوط خذلت الحكومة المالية في وقت حرج ورفضت المشاركة في القتال.
ويرجع البعض في نواكشوط أسباب رفض التدخل الموريتاني لعدة أمور وجيهة، أهمها المعارضة الشعبية الواسعة لحرب الشمال، والخوف من وقوع خسائر باهظة في أرواح الجنود الموريتانيين في حرب منزوعة القدسية بحكم فتاوي العلماء.
كما أن القوات الموريتانية تدرك أنها القوة الوحيدة في المنطقة المعنية بأمن الشمال وحقوقه في ظل تجاهل أغلب القوي للدعوات التي أطلقتها نواكشوط من أجل الدخول في حوار مع بعض الأطراف المعتدلة في حركة أنصار الدين وحركة تحرير أزواد.

مسار العلاقة الشائك بين البلدين

وقد بدأت العلاقات بين البلدين في الفتور بعد أن رفضت الأركان الموريتانية طلبا ماليا فرنسيا مشترك بنشر القوات الموريتاني في غاو وبعض المناطق الأخرى.
وتقول المصادر إن قائد الجيوش لموريتانية أبلغ الماليين بأنه قواته معنية بالانتشار في مناطق يمكن منها توفير الإمدادات اللازمة، وإنه غير قادر ولا راغب في نشر قواته البالغ تعدادها 1800 جندي في مناطق وعرة بفعل الغابات وبعيدة عن خطوط الإمداد.
وقد حاولت السلطات الفرنسية الضغط علي الحكومة الموريتانية، ومعها الوسيط الأوربي، غير أن نواكشوط تمسكت بموقفها من خارطة نشر القوات.

لماذا رفضت باماكو الفكرة؟

مصادر زهرة شنقيط تقول إن الحكومة المالية تنظر بعين الريبة الي تواد القوات الموريتانية في المناطق العربية من مالي، وتري في الأمر تهديدا جديا لوحدة البلاد واستقرارها.
وتري مالي أن نواكشوط ترعي العديد من المنظمات المسلحة في الشمال المالي،وأن تواجد قواتها بهذا الحجم في المنطقة مع تمويل أممي من شأنه خلق جيوش محلية قادرة علي فرض أجندتها اذا انسحبت القوات الدولية من مالي.
كما أن الأزواديين سيشعرون بالأمان من خلال انتشار القوات الموريتانية، وسيرفضون أغلب الحلول السياسية المقدمة من باماكو باعتبارها ناقصة وغير مقبولة من الشارع الأزوادي في ظل غياب أي وسيلة للضغط من طرف السلطات المركزية.
وتقول نواكشوط بأنها معنية بالفعل بمصالح الأزواديين باعتبارهم الخاصرة الرخوة المحيطة بها، وأن استمرار التهميش والإقصاء هو الذي فتح المنطقة أمام الإرهاب والتطرف مما كانت له ارتدادات سلبية علي موريتانيا وبعض دول الجوار.

هل تعود الحرب للشمال

الحكومة المالية المنتشية بنصر حققته علي حساب السيادة والكرامة بدأت الآن فى دق طبول الحرب ضد الحركات الأزوادية التي قاتلت مع التحالف تنظيم القاعدة وأنصار الدين.
وتسعي باماكو من خلال معاركها الأخيرة إلي ارسال رسالة واضحة مفادها أن السلام في المنطقة مرهون ببسط الحكومة المالية سيادتها علي أراضيها وهو حلم بعيد المنال.

ليست هناك تعليقات: