أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

حتى لا يتحول الحوض الشرقي إلى سيدي بوزيد؟

بقلم: محفوظ ولد الجيلاني
عديدة هي الأسباب التي حاصرت ولاية الحوض الشرقي ومنعتها من التقدم والاندماج في الفضاء الموريتاني الشامل وكثيرة حقا العوامل التي وطنت التخلف والتأخر التاريخي لمنطقة الحوض الشرقي خصوصا ولساكنة المناطق الشرقية على العموم الشيء الذي أصابها بالتهميش والظلم والازدراء، لكن كثيرين يتجنبون التأمل حول الأسباب الحقيقية لهذا التهميش هناك من يحمل الأطر المنحدرين من هذه الولاية كامل المسؤولية والذين غرسوا في أذهان الرأي العام صورا مسيئة لذواتهم وللشرق عموما منهم من عرف بالسرقة ونهب المال العام جهارا نهارا ومنهم من عرف بالهشاشة  والضعف المهني والخبراتي الشيء الذي حوله الى مطية يستغلها نافذون" اقارب الرجل الاول في السلطة" من اجل التكسب والإثراء السريع على حساب الدولة والمرافق والتي كانوا يتولون تسييرها فيما يلغي آخرون كامل المسؤولية على الانظمة التي تولت مقاليد السلطة منذ الاستقلال وحتى لحظات كتابة هذه السطور.
وغير بعيد عن هذه الصور النمطية ليس خافيا على احد ان اغلب اطر وأبناء هذه المنطقة باتوا يشعرون بالضيق لحالة التهميش التي تعيشها الولاية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى المرفقية... الشيء الذي زاد من مرارة الشعور بمركب النقص وضعف الانتماء والإحساس بالغربة في الوطن.
 جميع مراكز الدولة الحيوية تكاد تكون محتكرة وبالوراثة لفئات معروفة يتصرفون في هذه المواقع والقطاعات كما لو انها مفصلة على مقاساتهم دون غيرهم ...
لا يوجد رجال أعمال بالمعنى العصري من بين أبناء هذه المنطقة ...
وليس من بين أبنائها من تأتمنه اللوبيات الحاكمة والمتحكمة  على أسرار الدولة وخاصة أموالها وطرق الحصول عليها  ، وليس من أبناء الولاية من تنتدبه الدولة للممول في الخارج لكسر ميكانزمات احتكار تلك العلاقات الدولية التي بات البعض يستأثر بها لوحده ويجعل منها بديلا للدولة في لحظات  التوتر واداة لابتزازها ومحاسبتها ...
الحوض الشرقي اشبه ما تكون بمنطقة منكوبة بعد ان تجاهلت الدولة واقعها ونظرت اليها من زاوية الكم الديمغرافي الانتخابي" الخزان الانتخابي" كما يحلوا لهم القول،
 لكنها في نفس الوقت و من خلال ابسط تشخيص لواقعها لا تزال أوجه الحياة فيها بدائية ولا زال مواطنوها يقاسون الم الفقر والتهميش ويكابدون قساوة الظلم حيث يدفعون ثمن اقصائهم بطالة وفقرا وعزلة خانقة في وطنهم الام .
 لقد حرم مهندسوا التنمية وواضعوا الخطط الاقتصادية هذه الولاية الرعوية والزراعية من أية مشاريع اقتصادية يمكن ان تضاعف من القيمة الإنتاجية لها وتساعد في الحد من النزوح الجماعي عن مدنها واريافها بسبب قساوة الظروف الاقتصادية والمعيشية وندرة الفرص .
لقد خانت الجغرافيا هذه الولاية وحرمتها انانية الآخرين من ان تنال نصيبها من الثروة القومية للبلاد حتى تجد ما تستحقه من استثمارات ومشاريع وبنى تحتية ضرورية .

هذه المشاكل وغيرها وهي كثيرة  وتعتمل في صدور ابناء الولاية تتطلب تفكيرا استراتيجيا معمقا من الدولة وحلولا جذرية وثورية  حتى لا تتحول هذه الولاية الى بؤرة للتوتر والتمرد كما حدث في أمكنة من العالم.

ليست هناك تعليقات: