أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

تحصيـن وطـني أولا..

بقلم: محمد الأمين ولد سيدي مولود
ـ نتيجة لما نعيشه هذه الفترة من دمار وخراب في عدة بلدان عربية متعددة..
ـ ونتيجة للاحتكام في أغلب الصراعات الدائرة ـ مع الأسف ـ إلى العنف بدل الآليات السلمية التي كلما أتيحت قضى عليها العساكر وأذيال الدكتاتوريات في هذه البلدان..
ـ ونتيجة أن الغالبية الساحقة في العالم العربي تجمع أن إشكالية الحكم وغياب آلية سلمية للتناوب على السلطة هي لب الصراع، بالإضافة إلى الفساد وأحكام العسكر والانقلابات..
ـ ونتيجة للعامل الخارجي الحاضر في كل صراع والذي لا يتورع عن استغلال أسوإ الظروف لاكتساب مصالح مهما بهتت تبقى أهم من شعوب تقتل وأوطان تدمر..
ـ ونتيجة أنه في لحظات حدة الصراع يشتد التمترس ويغيب المنطق والعقل.. عكس أوقات الرخاء
ـ ونتيجة لهشاشة وطني اجتماعيا وأمنيا وسياسيا وضعف بنيته الخ..
فإن مصير وطني أصبح يشكل هاجسا حقيقيا في ذهني كلما تابعت ما يجري من حوالينا.
لذلك فإنني أنا المواطن الموريتاني محمد الأمين ولد سيدي مولود صاحب الرقم الوطني للتعريف (8241724214) أطلق مبادرة "تحصـــين وطنــي أولا" والتي سأنشر تباعا ملخص رؤيتي لسبل هذا التحصين تحت هذا العنوان، وأرجو من كل الأحرار المساعدة فيها إضافة أو حذفا أو تعديلا على أي يكون الهدف الأول بل الوحيد هو تحصين موريتانيا..
إن النقطة المركزية في هذه المبادرة هي أنه يوجد طريق سهل غير مكلف لأي طرف سياسي أو اجتماعي من أجل إبعاد شبح الفوضى وتكرار الانقلابات وهو:
تكرم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالإعلان في الوقت المناسب بعدم نيته الترشح لفترة قادمة، ثم دعوة كل الشركاء السياسيين والاجتماعيين لحوار وطني وتنظيم انتخابات رئاسية شفافة في أوانها وانتخابات برلمانية وبلدية والانشغال ببناء الوطن ومساعدة فقرائه ..
إن هذه المبادة تقدح فيها عدة أمور ـ طبعا ـ من بينها أنها صادرة من مواطن مغمور ونكرة، وأنها تطالب رئيسا منتخبا ـ كما اعترفت بذلك المعارضة تصريحا أو تلميحا ـ بحق يكفله له الدستور، وربما فيها اجحاف بأنصار الرجل الكثر الذين يريدونه أن يترشح، ثم إنها صادرة عن شخص معارض للرئيس...الخ.
لكن مما يعطيها بعض المصداقية أن عزيز اعترف ـ وهذا بديهي ـ أنه وصل إلى السلطة بانقلاب وأنه لم يكن شرعيا، ومادام الرجل اعترف بعدم شرعية ما قام ضد رئيس منتخب ومدني فإنه بإمكانه الكفارة عن ذلك بالتنازل عن الترشح .. ولا وجه للمقارنة بين القيام بانقلاب أو تأييده وبين دعوة إلى رئيس لعدم الترشح!
ـ إن التنازل عن الترشح ليس مسبة ولا مذمة ولا هزيمة، بل إنه في هذه الحالة سيكون مكسبا شخصيا للرجل وللوطن، وسيقطع الطريق على أي انقلاب محتمل في المستقبل وعلى حكم العسكر عموما في موريتانيا وعلى الفوضى والمظاهرات والانفلات الأمني.
ـ إن عزيز وأغلبيته ورجال الأعمال المتعاطفين معه وشيوخ القبائل المؤيدين له يمكنهم المنافسة برئيس مدني وسيكون رقما صعبا إن لم يكن فائزا شبه مؤكد، ويمكن لهذا المرشح أن يتابع ما كان عزيز وأغلبيته يريدون تنفيذه من برامج سياسية أو تنموية أو اجتماعية.. الخ.
ـ إن اختزال الأوطان في الأشخاص وارتباطهم بها هو ما يؤدي إلى طغيان الأشخاص وفساد الأوطان ولذلك نجح الذين استطاعوا تكريس التناوب السلمي على السلطة وفشل الذين اختزلوا أوطانهم في شخص الرئيس أو الملك أو القائد!
إنني أكرر المناشدة للرجل والتوسل أن يبادر بالإيثار وتحمل المسؤولية، وأن يتحدى بريق السلطة وتملق الذين أيدوا أمام ناظريه من كانوا قبله وتخلوا عنهم في لحظة، وأن يجمع شمل الوطن ويقطع الطريق على كل خطر محتمل..
كما أناشد المثقفين وخاصة الشباب إلى تقديم آرائهم حول آلية وتطوير هذه المبادرة بل آلية تحصين الوطن عموما مما حاق بأوطان أقوى بنية وأكثر تماسكا من وطننا ..

والله ولي التوفيق.

ليست هناك تعليقات: