أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

على الطغمة الحاكمة في باماكو تقديم الحساب للشعب الموريتاني


بقلم: الراجل ولد عمر

يبدو أن مسلحي الجيش المالي باتوا أكثر توترا وهم يعيشون على أعصابهم حيال ملازمة شبح القاعدة الذي فرض نفسه وسط حالة من الصراع الداخلي على السلطة.

لكن الطغمة العسكرية الحاكمة في باماكو فقدت السيطرة على أعصابها وراحت تبحث عن انتصار سريع وخاطف ضد من يمكن أن يوصموا بعلاقة بجماعة أنصار الدين أو التوحيد والجهاد أو بالأحرى قاعدة بلاد المغرب الإسلامي؛ لتسويق ذلك في مزاد السوق العالمية لمكافحة الإرهاب.
هذا الهوس لانتصار ما قاد إلى "جريمة بشعة" حملت مواصفات جرائم المافيا وعصابات المخدرات وتهريب السلاح النشطة بالصحراء ومنطقة الساحل.
ووقع الحدث في سابقة ليست الأولى ضمن عملية تصفية 12 داعية موريتاني بشكل عاجل كإنجاز يتطلع لمباركة حلفاء الإيكواس من الدول الغربية.
لا شك أن هاجس تنامي الأنشطة الإرهابية بفعل تزايد نفوذ القاعدة شمال مالي ولجوئها لأنشطة نوعية بعثت الرعب في أوصال الجيش المالي وعدد من جيوش المنطقة ـ وعلى رأسها دول الميدان والجوار وغيرها من مكونات المنظومة الدولية ـ ليست مبررا أبدا لتنامي شهية القتل بمجرد الاشتباه حتى وإن سلمنا جدلا بمثل هذه الفرضية التي روجها الجيش المالي كذريعة لمجزرة ديابالي شمالي سيغوي.
هناك مؤشرات ليست في صالح الجيش المالي ويتعلق الأمر بالطغمة الحاكمة في باماكو والتي تتحمل كامل المسؤولية عن مقتل الضحايا من المواطنين الموريتانيين العزل. فبغض النظر عن معرفة عصابة الجيش المالي بهوية الضحايا ووجهتهم ومعلومات تنظيمية ذات صلة بفعاليات ملتقى الجماعة التبليغية المزمع عقده في باماكو منتصف الشهر الجاري؛ إلا أن تصفية حسابات ضيقة ضد بعض المطلوبين في جماعة التوحيد والجهاد التي يترأسها أحد السلفيين الموريتانيين شكل نقطة تهور ترتبت عليها عملية التصفية.
وفي سياق متصل قام عدد من الماليين وبإيعاز من ضباط كبار بحملة ضد التبليغيين في مساجد باماكو وغالبيتهم موريتانيون؛ حيث طلب منهم مغادرة مساجد المدينة قبل الشروع في حملة تصفية بذريعة انتمائهم لجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا حليف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
جاءت تلك الانتهاكات الحقوقية تحت طائلة أن البلاد تمر بمرحلة خطر؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظرف عصيب على أهالي الضحايا الذين احتشدوا مساء اليوم أمام بوابات القصر الرئاسي في نواكشوط؛ هو هل تأكدت الطغمة العسكرية الحاكمة في "باماكو" أن تكون للعملية الآثمة آثار إيجابية على قرار الحرب ضد مسلحي الشمالي الذي يماطل به حلفاء مكافحة الإرهاب؟.
على الطغمة العسكرية الحاكمة في باماكو أن تحسم خيارها لأنها بهذه الفعلة خسرت التعاطف الشعبي حيال سيطرة القاعدة على الشمال؛ ولها أيضا أن تستحضر السجل الأسود للتصفيات العرقية التي طالت التجار الموريتانيين إثر سقوط تمبكتو في يد أنصار الدين ومن ثم مدن الشمال.
لم يكن لموريتانيا التي اكتوت بنار تلك الحرب ناقة ولا جمل وإن غنم جنرالها بعض الامتيازات الشخصية في مزادات الدول الغربية؛ لكن الثابت لدى الموريتانيين أن الطغمة الحاكمة جنوب مالي ملزمة اليوم بتقديم الحساب للشعب الموريتاني؛ الذي أصيب بخيبة أمل حيال أول رد فعل رسمي من قبل النظام القائم.


ليست هناك تعليقات: