أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

رحماك ربي بالأم المكلومة


بقلم: حدامي ولد محمد يحي
لا يمكن لأي أم أن تتصور أن أبناءها ربما يذبحون ، وبدم بارد ، وحتى من قطاع الطرق الذين يأخذون المال ويدعون الأرواح

بيد أن الطبيب الحسين قلب المعادلة وأفجع كل أم لها رضيع ترضعه، أو طفل وسيم تراقبه ، أن الموت ربما ينتظره وبأبشع صوره: (الذبح).
تلك الأم المسكينة كم سهرت من اليالي على أبناءها تتألم لآلامهم ، وتسأل عن رغباتهم ، وتبكي لفراقهم ، على حين غفلة تلقفهم الموت ، وذبحوا بالسكين من ذبحهم؟
إنه الأب (بابا) كان الطفل المسكين يدعوه عند الخوف ، يناديه عند الفزع، يحسب الدنيا كلها في أبويه ،فعدى عليه وغدى أسدا شرسا يفترسه ، ولأتفه الأسباب.
من كان يظن ذالك أو يأتي عليه خياله.
لو كانت الأم المسكينة حاضرة للمزجرة لقالت وعلى البديهة :فداءكم نفسي (اذبحني سيدي ودع عنك أبنائي).
بيد أنها ككل أم تخرج من هنا، وتدخل من هناك ، تشتري وتسوم ، لعل الأطفال الصغار يفرحون ويضحكون ، فتبسم لهم الحياة ، وتحسب الأم أن كل الدنيا ضحكت حينها.
يا لله أي فاجعة كهذه؟ ولسان حال الأم يردد قول ابن الرومي:
بكاؤكما يجدي وإن كان لا يشفي ....فجودا فقد أودى نظيركما عندي
ألا قاتل الله المنايا ورميها ....من القوم حبات القلوب على عمدي
تنظر إلى الجاني المريض ولا أقول الطبيب فترى الأب يذبح أبناءه ماكان في قاموسها ولا في قاموس غيرها أن الأمر ربما يقع وحتى على سبيل الافتراض.
جنون العيد
العيد وبأي حال عدت ياعيد؟
في ذالك اليوم يتعلق ضعفاء العقول بالماديات والأغراض التافهة ،ويحسبون جمال الحياة وروعتها في أمر كهذ ، أو في وجبة كهذه ، لا يفقهون من السعادة إلا الاسم ، فلا يعرفون طعمها ولا ريحها.
ويبقى الأب الحنون الصابر العاقل ، يبسم ويعطي فإن كان موسرا لا يبخل، وإن كان معسرا لا يذبح.
مسكينة هذه الأم أول كلمة لنعي أبناءها تسمعها (أبشري فقد أرحتك من مشاكل العيد) أي فزع ينتظرها وأي صدمة كهذه؟
وأي مشكل سيدي كمشلك ، ألك عقل تفكربه ؟ أم لك دين تنتمي إليه؟ قال تعالى:( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم) .
قلب الأم
واحسرتاي على قلب أم ذبح أبناءها تضع يدها على قلوبهم وأجسادهم واحدا بعد واحد ، والدم يسيل منهم ، تجس نبض الحياة ، ولكنهم ماتوا.
قلبها ريشة ، فهل ينفع الكمد؟أم هل ينفع العويل؟ .
وكأنها تسميهم بأسمائهم يافلان مالك؟ فلان مابك؟ ولكنهم ماتوا.
فيا رب رحماك بالأم المكلومة.

هناك تعليقان (2):

Nema يقول...

والله لقد جيشت مشاعرنا فما بالك بتلك ابلأم المسكينة التي كانت تنتظر من أبناءهاأن يكبروا أمام عينيها وهي تنظر إليهم بقلب الأم وتدعو لهم بطول العمر ومديد الصحة والعافية.
سلمت يداك حدامي

غير معرف يقول...

والله لقد جيشت مشاعرنا فما بالك بتلك ابلأم المسكينة التي كانت تنتظر من أبناءهاأن يكبروا أمام عينيها وهي تنظر إليهم بقلب الأم وتدعو لهم بطول العمر ومديد الصحة والعافية.
سلمت يداك حدامي