أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

هواجس الحوض الشرقي في ظل الوعود السرابية


بقلم: مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل
لئن مرت ولاية الحوض الشرقي بمراحل صعبة وسنوات عجاف عانت خلالها ألوانا من التخلف والتهميش والإبعاد رغم أنها تحتوي على الخزان البشري المجاني الهائل الذي يعول عليه كل من يحلم ـ في النوم أو اليقظة بالقصر الرمادي ـ فإنها اليوم أيضا تمر بأصعب هذه المراحل وأشدها خصوصا ما يتعلق بالجفاف المربك المتمثل في ندرة المياه وقلة المراعي ...

وإن كان هذا الأخير قد حاولت الدولة ـ إذا أحسنا بها الظن ـ أن تلهي الناس عنه من خلال برنامج "أمل" بيد أنها نسيت أو جهلت أن الأمل إنما يلهي المترفين الذين ملوا النعمة وسئموا الخفض كما هو ظاهر قوله تعالى:{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل}أما من يتقلب على رمضاء الجوع والظمإ فلن تلهيه الشعارات المزيفة ولن تسحره الأسماء البراقة عن إدراك حقيقتها وما وراءها من دوافع.
واختصارا ـ حتى لا تلهينا تفاصيل هذه الخطة ـ فهي في الحقيقة إنما تعكس تخبط هذا النظام ونهجه في إدارة الأزمات بأزمات أشد منها وتخدير المرض بمرض أعظم منه.
أما عن أزمة العطش فإن بعضا من مواطني هذه الولاية لا يزالون حتى الآن معلقين آمالهم على وعد ولد عبد العزيز بحل أزمة العطش  
لكن هل حقا ستتوفر المياه في الحوض االشرقي ؟ أو في مدينة النعمة على الأقل ؟هل حقا ستفعل بحيرة "اظهر" بعد "تدشيناتها".
إن شيئا من اليأس وشيئا من التاريخ لا يجعلنا نطمئن كثيرا لذالك وإن كانت معاناتنا مع السين وسوف و"أعدكم"و"وعدتكم"وغيرها من عائلة ذالك المصدر قد تكون هي التي سببت هذا التوجس والتخوف
لأننا خلال التاريخ القصير الطويل لهذا النظام عرفنا وعودا ما وفى أصحابا وأقوالا ما صدق قائلوها وصدمنا المرة تلو المرة حتى صرنا نتساءل ماذا نستفيد من تكدس الوعود على الوعود؟ وتراكم الآمال على جثث الشعارات المجوفة. ؟
إننا والله أصبحنا اليوم نتمنى رئيسا جديدا من طراز آخر ينجز ما لم يعد به ويفاجئ الجماهير بإنجازات لم يروج لها على قاعدة إبراهيم عليه السلام: {فقربه إليهم قال ألا تاكلون}
وختاما فإن مرض الكذب والخداع وإخلاف الوعد الذي ينخر في أجسام الحكام اليوم  وتكدس قطع الوعود الجافة من ماء الإنجاز في بطونهم  هو ما سبب السرطان المعدي الذي قضى على بعضهم وبعض ما زال  ينتظر.

ليست هناك تعليقات: