أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

كلمة إنصاف في حق الجنرال حنن ولد سيدي

بقلم: د.محمد المختار بن سيدي محمد
لقد تولى هذا الضابط المرموق مهام سامية في جهاز الدولة ولعل أشهرها مكتب الدراسات والتوثيق (المخابرات الخارجية) وقد ذكر لي أحد المطلعين على خفايا تلك المؤسسة الحصينة أن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي بادر باتخاذ إجراءات عملية فور توليه مهام تلك المؤسسة المركزية في أمن الدولة. فاختار من بين معاونيه أشخاصا على أساس الكفاءة والخبرة
بعيدا عن الزبونية والمتاجرة. ورفض الانصياع للضغوط التي مورست عليه من قبل زملاءه فلم يعين في تلك المناصب الحساسة إلا من اقتنع بأهليتهم لها.
وكان من مبادراته الحسنة في هذا المجال التي تعكس مدى وعيه وإحساسه بالمسئولية أن أدخل إلى تلك المؤسسة عناصر ذات أوصاف معينة لم يجر التقليد بتوظيفها لمهام استخباراتية خوفا من نتائجها العكسية. ولم سئل عن ذلك قال: من سيأتيني بالأخبار من جهة كذا وكذا إن لم أوكل تلك المهمة لهذه العناصر؟
والواقع أن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي يمتلك شخصية متعددة الكفاءات بل لا أكون مبالغا إن قلت إنه يصلح للمهام السياسية بقدر ما يصلح للمهام العسكرية.
وقد لاحظت من خلال ما تيسر لي من معلومات أن هذا الضابط الكفء يمتاز بخصال حميدة عز نظيرها في زماننا اليوم.  ومن أهم تلك الخصال التواضع الجم الذي شهد له به القاصي والداني.  فلا يذكر اسمه في مجلس إلا بخير ولم يتهم قط بسفساف الامور بل على العكس من ذلك فقد أجمع كل من حدثوني عنه أنه رجل يمتلك أخلاقا عالية وصبرا على نوائب الدهر وجلدا وشجاعة  قل نظيرهما.
هذا ومن دواعي العجب أن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي ورغم بعده عن الاضواء وتفضيله العمل دون إثارة ولا دعاية فإنه رغم ذلك يتمتع برصيد وافر من الاحترام والقبول في المجتمع الموريتاني في مختلف أنحاء البلاد وخاصة في ولاية الحوض الشرقي حيث ينحدر من مدينة باسكنو.
 أما في مجاله العسكري فإن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي يمتلك رصيدا كبيرا من الاحترام والسمعة الطيبة في المؤسسة العسكرية بمختلف أسلاكها. وهذه الخصلة إن دلت على شيء فإنما تدل على الاحترام والتقدير الذين يحظى بهما الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي في أعين الجنود والضباط ولعل من أدلة ذلك أن شعورا كبيرا بالإحباط انتاب شرائح واسعة من الضباط بعد أن حجبت عنه رتبة جنرال التي يستحقها بجدارة. وولدت تلك الحالة عند الضباط إحساسا بخيبة الأمل والشك في جدوائية الكفاءة والتفاني في الخدمة العسكرية. وقد جمعه التكوين العسكري في المغرب بكل من قائد أركان الجيوش محمد بن الغزواني والرئيس محمد بن عبد العزيز وكانت تلك بداية الصداقة بينهم.  ولا أشك في أن قائد الاركان اللواء الركن محمد بن الغزواني والرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز يعيان تماما قيمة هذا الضابط المحنك رجل المهام الصعبة.

ولاشك أن ترقية حَنَنَّ بن سيدي إلى رتبة جنرال ثم تعيينه قائدا عاما مساعدا لأركان الجيوش سيخفف من درجة الاستياء الذي كان يغمر شرائح في المجتمع المدني و في المؤسسة العسكرية من جراء إقصاءه من ترقية يستحقها بكل المقاييس. بل لا أبالغ إن قلت إن الجنرال حنن بن سيدي قد يبدأ حياة سياسية ناجحة في حالة ما إذا تقاعد الخدمة العسكرية.

ليست هناك تعليقات: