أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

عزيز ولعبة الحظ

بقلم: محفوظ ولد محمد يسلم
يقفز القادة في المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة الي السلطة عبر الانقلابات العسكرية أوبا  الميراث السياسي في  الدول ذات الطابع الملكي أو الأميري ويكون هؤلاء طبعا من أصحاب الحظوظ بما ينتظرهم من  المكانة والحظوة والشموخ والتعالي والتحكم في الرقاب والبلاد  فينتهجون سياسة حكم الغاب فينسجون بعقولهم الملهمة سياسة الترغيب والترهيب ضد المعارضين فيجهزون علي الدساتير والقوانين التي تكون غالبا من صنعهم أو من يصطف خلفهم من قطعان الانتهازية السياسية ونخبة الطابور الخامس .
يصف المواطن الموريتاني البسيط شخص الرئيس  محمد ولد عبد العزيز بأنه صاحب حظ وله ملاك كل ما عثر أخذ بيده وان الأقدار ساقته الي السلطة وانه تخلص من جميع المعوقات التي كانت تعترضه من خصومه السياسيين وأنه شكل ظاهرة سياسية تحتاج الدراسة والتحليل لماذا استطاع الرجل أن يقيم أركان حكمه في وقت تهتز عروش وكراسي الأنظمة في عالمنا العربي وتمور بمن فيها مورا....., شق الرجل طريقه في معمعة ملتهبة  فأجهز علي الديمقراطية صبيحة يوم كان نخبة موريتانيا في غفلة من الزمن وخداع من العسكر فقامت الجبهة وارتفعت عقيرتها ودوي صوت مظاهراتها في شوارع العاصمة ورغم ذلك شرع الرجل نفسه عبر الانتخابات اعترف البعض شكك البعض تحالف البعض ومع ذلك ظل التوتر قائما فعمل الرجل بذكاء فشق صف خصومه نصفين  معارضة محاورة معترفة بحكم الرجل و أخري معارضة لا تقبل بأقل من رحيله ومضت سنة كاملة في هذا المسار , معارضة تقول إنها تدافع عن عودة الديمقراطية ومعارضة تقول إنها تريد الاستقرار وموالاة تثمن الانجازات وتحضر نفسها للانتخابات ومستعدة للتمديد للرئيس علي رأي أحد النواب المحترمين   والشعب لا علم له بما يراد به سوي فتات يرمي له ليتلهى به برهة من الزمن حتي يفيق من غفوته فيعلم بعد المسافة بينه وبين النخبة الحاكمة والحالمة بالحكم ’ ستظل   المعارضة والنخبة المثقفة تأمل  أن يكون حكم موريتانيا مدنيا ديمقراطيا لن  يقف هؤلاء ولن ييأسوا، ومضى الرئيس ورهطه الداعمين له في مساره ................. عطل الدستور أجلت  الانتخابات مدد للبرلمان فترة من الزمن أجريت تعديلات دستورية من برلمان منته الصلاحية  ودون إجماع سياسي أو مدني لم تقاطع المعارضة البرلمان فظلت تجاور الموالاة في تلك الكراسي وتكتفي بالأيدي المعارضة مما جعل الرجل يستهين بالنخبة المعارضة فيحاول أن يقودها الي انتخابات لم تشارك حتي في تحديد زمنها ويبدو من حظوظ الرجل أن المعارضة قد تشارك أويشارك بعضها  علي الأقل وإن كانت الأنباء تنحوا نحو المقاطعة فتأتي الرياح بما لا تشتهيه سفن عزيز الانتخابية وإن بدا  الرجل متفائلا بنجاح المسار المقبل لان له معارضة  تجمل المشهد الانتخابي وتقنع الممول الانتخابي بالدفع السخي ليتمكن عزيز من التمهيد لإعادة انتخابه عهدة رئاسية ثانية قد تكون حبلي بالأزمات وبات من المعروف أن البرلمان الحالي بنوابه المعارضين شكل ظاهرة متميزة في مراقبة عمل الحكومة مما جعل البعض يدفع في اتجاه انتخابات  بغير اجماع ليكون هناك   برلمان صافيا سلما لولد عبد العزيز وتخلو قبة البرلمان من أصوات قضت مضاجع وزراء عديدين في الفترة الماضية وقادت الي سجالات أثمرت مراجعات في كثير من السياسات المعروضة علي البرلمان قد تنجح سياسة المقاطعة وقد تفشل وقد ينجح الرجل في إجرائها كما يحدث  الدول الغير ديمقراطية التي تشاركنا لعنة حكم البيادة العسكرية ويبدو الرجل محظوظا في كل المواقف بيد  أن شعبيته تناقصت  لأنه استهلك كل الشعارات وشارفت فترته علي نهايتها وقد لا يمهله الحظ وقتا أخر خاصة إذا نجحت سياسة إفشال الانتخابات وتصاعد الاحتقان والجدل السياسي مما يجعل الجميع ينقاد لخيار التفاهمات علي أرضية الحوار السياسي ويظل الرجل  يغالب التيار المعاكس فينشغل بالإعداد للانتخابات البرلمانية والبلدية التي تشهد مقاطعة  كاسحة من المعارضة  مما يمهد لأزمة سياسية تخلط أوراق الرجل وتقوي فرص الخصوم علي الأقل في التشويش علي المشهد.  

ليست هناك تعليقات: