أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

مرحبا بكم – فخامة الرئيس – غير خزايا ولا ندامى

د/ سيدي يحيى ولد محمد ولد عبد الوهاب
تتجه أنظار الموريتانيين في هذه الأيام إلى ولاية الحوض الشرقي التي ستستضيف النسخة الرابعة من ” لقاء الشعب ” تلك السنة الحميدة التي سنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، ودأب على إقامتها كل سنة من سنوات مأموريته الميمونة، حيث يخاطب شعبه، ويتواصل معهم بشكل مباشر، مستمعا إلى شجونهم وهمومهم، ومستعرضا في هذه السانحة حصيلة ما تحقق وما في طريقه إلى التحقق من برنامجه الانتخابي الذي نال ثقة أغلبية الموريتانيين في انتخابات شهد البعيد النائي بنزاهتها قبل القريب المصاقب  .
إننا في ولاية الحوض الشرقي لممتنون لفخامة الرئيس بهذا الاصطفاء لولايتنا أن جعلها تحتضن حدثا كهذا الحدث الذي يهمنا ،بل ويهم كل موريتاني متابع لشأن بلده ،متشوف للاطلاع عن كثب على ظروفه الراهنة التي يعيشها ،وما عسى أن يحمله المستقبل لهذا الشعب من آمال تساهم في تبديد معاناته التي عاناها ردحا من الزمن خلال عهود الفساد والمفسدين ،تلك العجاف التي أكلت الأخضر واليابس وما لم ينبت .
إنه قد صح لنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي (1954)وأبي داود (4811) وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) وعملا بهذا الحديث الشريف فإننا مدينون بالشكر لسيادة رئيس الجمهورية على اللفتة الكريمة التي أولاها للوطن عموما ،وللحوض الشرقي خصوصا ،فقد تحقق في عهده الكثير مما كنا نخاله أحلام نائم ،فمن ذلك – على سبيل المثال لا الحصر –  الطرق الكثيرة التي تم شقها في جميع أركان الولاية ،فها هي اليوم تشق عاصمة الولاية (النعمة) يمنة ويسرة ،بعد أن لم يكن بها من الطرق الأسفلتية إلا ما يصلها من “طريق الأمل” الذي أبطأ به الإعياء حتى بتره قبل أن يصل مركز المدينة ،وها هو العمل جار في تلك الطرق التي تصل مقاطعات الولاية بمركزها ،كطريق ( النعمة- باسكنو ) وطريق ( النعمة – انبيكت لحواش ) وطريق ( النعمة – آمرج ) وطريق (النعمة – ولاتة ) ….الخ.
وفيما يتعلق بحياة المواطنين اليومية فها هي دكاكين “التضامن” المرصودة من طرف مفوضية الأمن الغذائي في إطار خطة الدعم الحكومية (أمل)  يتم من خلال هذه الدكاكين بيع المواد الغذائية الأساسية للمواطنين في أماكن قصية من الوطن عموما – وولايتنا على وجه الخصوص – بأسعار رخيصة تقل عن السعر الحقيقي لهذه المواد في العاصمة ،في الوقت الذي نعلم أن الطن الواحد من المواد الغذائية تقارب تعرفة حمله من نواكشوط إلى النعمة ثلث قيمته ،نتيجة للارتفاع  المتنامي – عالميا – في أسعار المواد البترولية ،وإني- والله – لو لم أر هذا الذي سقته بأم عيني
ما شهدت به.
وفيما يتعلق بالسلم والأمن العام فقد كنا في ولاية الحوض الشرقي يؤرقنا ويقض مضاجعنا شبح الجماعات المتطرفة التي تجوب الولاية جهارا نهارا لا تخاف رقيبا أو محاسبا ،حيث زرعت هذه الجماعات الإرهابية الرعب وروعت الآمنين في ديارهم وخيمهم ،حتى بلغ سيلها الزبى ،وجاوز حزامها الطبيين يوم أن فجرت في قلب مدينة النعمة صبيحة 25/8/2010  ،فها نحن الآن – بفضل الله تعالى ثم بفعل الضربات الموجعة التي نالتها هذه الجماعات من جيوشنا الباسلة – نرفل في أثواب الأمن والاستقرار، ولعمر الله إن هذه ،والتي قبلها هما المنتان اللتان امتن الله بهما على قريش وأهل مكة في قوله سبحانه وتعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف ) نسأل الله العظيم رب العرش الكريم  أن يديم تلك النعم كلها على سائر ربوع وطننا الغالي .
وقد ساهم كثيرا استحداث مقاطعة “انبيكت لحواش” في ضبط الأمن والسلم في الحوض ،بعد أن كانت تلك المنطقة مفازة تصلح لأن تكون مرعى ممرعا لنشاط الجماعات المتطرفة وتجار المخدرات ،فها هي مدينة انبيكه اليوم آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ،تتمتع بنفس الامتيازات التي تتمتع بها سائر مقاطعات الوطن من ماء وكهرباء واتصالات وبنى تحية …الخ
وغير بعيد من ذات المدينة ينطلق مشروع “بحيرة اظهر” الذي طالما كان مطلبا شعبيا لساكنة ولاية الحوض الشرقي ،فها هي الأعمال في ذلك المشروع الحيوي الهام جارية على قدم وساق ستؤتي أكلها بعد حين بإذن ربها ،وها نحن في الحوض نترقب مشروع الألبان ومشروع الأعلاف … وغيرهما من المشاريع التي تم توجيهها إلى الولاية بإيعاز من فخامة رئيس الجمهورية .
إننا نرحب بكم يا سيادة الرئيس ترحيبا يليق بفخامتكم ،عكس ما يشيعه في هذه الأيام بعض الغوغائيين النفعيين ،تظاهرهم عليه أقلام بعض الحانقين الحاسدين الذين دأبوا على هذا التشويش ،كلما سمعوا حسنة تصيبنا ،وليت شعري من ذا الذي يفوضهم من ساكنة الولاية حتى يتكلموا باسمه كما لو كانوا نقباء بني إسرائيل ؟ اللهم إلا ما كان من أنفسهم الأمارة بالسوء .
إن الحوض – كما قال المختار بن حامد رحمه الله في مقامته الحوضية – روض باسم لرواده ،وحوض واسع لوراده ،ارتضعنا في ربوعه من أمهاتنا لبان الترحاب بالضيوف كيفما كانوا ،وحفظنا وطبقنا – ونحن صغار-  قول المقنع الكندي :
وإني لعبد الضيف ما دام نازلا +++  وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا .
وقول حاتم الطائي :
أوقد فإن الليل ليل قر    +++      والريح يا موقد ريح صر
عل يرى نارك من يمر  +++     إن جلبت ضيفا فأنت حر .
لا سيما إذا كان هذا المضاف فخامة ولي أمرنا الذي منحناه ثقتنا ،وأعطيناه عهودنا ومواثيقنا على ذلك ،وأمرنا ربنا عز وجل ورسولنا صلى الله عليه وسلم أن نسمع له وأن نطيع في اليسر والعسر والمنشط والمكره.
مرحبا بكم وبوفدكم – سيدي الرئيس- غير خزايا ولا ندامى ،فساكنة الحوض الشرقي – والأصل بقاء ما كان على ما كان – محتفظة لكم بالعهد والود والتقدير.

طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا  .

ليست هناك تعليقات: