عرف التنظيم الإداري الترابي الموريتاني؛ فترة جمود طويلة
نسبيا، امتدت قرابة ثلاثة عقود، ومنذ سنة 2009 بدأت تلوح في الأفق بوادر حراك
إداري جديد تمثل -حتى الآن- في إنشاء مقاطعتين جديدتين هما مقاطعة الظهر في ولاية
الحوض الشرقي ومقاطعة الشامي في ولاية داخلة نواذيبو
إن ولاية الحوض الشرقي بحجمها الديمغرافي الهائل نسبيا ومساحتها
الترابية الممتدة وبنيتها الإدارية الثقيلة بحاجة فعلا إلى إعادة تنظيم ترابي
تراعي خصوصياتها الجغرافية الطبيعية والبشرية وتاريخها الاجتماعي ومقدراتها
التنموية المستغلة والكامنة ،فالموقع الجغرافي للولاية على تخوم إقليم أزواد
المضطرب والتداخل البشري مع الشمال المالي، يحتم على الإدارة أن تكون أقرب من
السكان والمجال وأكثر ديناميكية لتستطيع الاضطلاع بأدوارها الأمنية والتأطيرية
والتنموية المحلية خاصة، ولن يتأتى ذلك إلا بتخفيف الثقل البيروقراطي عبر شطر
الحوض الحالي بمقاطعاته السبع إلى ولايتين جديدتين كما أن السعي إلى تعزيز
اللامركزية والتنمية المحلية يقتضي تخفيف الضغط على المركز الجهوي الحالي (النعمة)
بإنشاء أقطاب نمو جديدة؛ عبر سياسة للترقية الإدارية هادفة ومدروسة، وفي هذا الصدد
يمكن أن تشكل مدينة تمبدغة عاصمة للولاية الجديدة، والتي قد تضم - فضلا عن تمبدغة
- مقاطعات جكني وآمرج، على أن تستحدث مقاطعة أخرى في أحد المراكز الإدارية
القائمة؛ ولتكن مثلا في سوق الحدود الكبير عدل بقرو إن نجاح أية عملية إعادة تنظيم
إداري جديدة يتطلب توافق المجموعات العشائرية المحلية وإشراك السكان المعنيين عبر
منتخبيهم المحليين ووجائهم وقادة الرأي ومنظمات المجتمع الأهلي والنقابات وغيرها،
وفي هذا الصدد تعتبر لجان التشاور البلدية بتشكيلتها الإجماعية إطارا مناسبا
لمناقشة التقطيع الإداري المحتمل ومع ذلك يستبعد البعض تنفيذ قرار التقسيم قبل
تنظيم الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة، أو قبل إجراء الاستحقاقات الرئاسية
المنتظرة في يوليو 2014.
بقلم: سليمان ولد حامدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق