أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

رحيل العلامة ولد امباله، ثلمة في الدين



بقلم : محمد الأمين ولد امباله
خطب جلل وخبر تندى الجبال من سماعه وتبكي السماء من وقوعه وتهتز الأرض من حدوثه أن يقضي القدر بوفاة الحبر العلامة والقدوة الفهامة شيخنا ووالدنا العالم الورع الزاهد الموجه الناصح رفيع القدر وعظيم الشأن امحمد بن شيخنا محمد المختار بن امباله

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»
روي عن الحسن قال: ((موتُ العالِم ثلمه في الإسلام لا يسدُّها شيء ما طرد الليل والنهار))
وعن أيُّوب السّختياني قال: ((إنَّه ليَبلُغنِي موتُ الرَّجل من أهل السُّنَّة، فكأنَّما سقط عضوٌ من أعضائي))
حياة الناس بحياة العلماء وموتهم كذلك بموت العلماء ولا سيما إذا تعلق الأمر بالعلماء أهل الخشية لله فذلك أمر جلل، أقول عن دراية وعن معرفة كاملة بفقيد الأمة شيخنا امحمد بن امباله إن هذا الشيخ كان شخصية علمية كبيرة ومدرسة مربية منيرة،  اشتغل منذ صباه وصغره بالعلم فتعلم وعلم ثم عمل بما تعلم ثم جاهد وصبر على ذلك كله، وكان يسعى دائما وأبدا لتطبيق شرع الله تعالى في الأرض بالفعل قبل القول، وكان محققا لمصداق قوله تعالى:"يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا" 
فكان الشيخ بحق حامل راية أهل الله الأولياء وصفوة العارفين الأتقياء، تقتبس الناس مشكاة نوره وتستضيء بشموسه وبدوره وترتع في خمائله ورياضه وتكرع في بحوره وحياضه، جامعا بين الشريعة والحقيقة فاستضاءت بأنواره الخليقة، لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يأخذه خوف من قاعد ولا قائم، فقد تم له هذا الميزان القويم والصراط المستقيم.
وقد حباني الله بصحبة وملازمة للشيخ الراحل حقبة زمنية أنست بها وكان لها وقع كبير في قلبي فكان الشيخ بحق ولي من أولياء الله العارفين به، وقد حاز من الفضل والخصال الحميدة ما لا يعلمه إلا الله، وقد كانت سماة الولاية والصلاح بادية في قسمات وجهه، ومن العجائب التي شاهدتها في شيخنا الراحل امحمد بن امباله أنه في أواخر حياته كان لا يستطيع الوقوف وحده وحتى لا يستطيع أن يمشي إلا وهو مستند على شخص، لكنه ورغم ذلك كان إذا أقيمت الصلاة وأراد القيام لها يهبه الله عونا منه حتى يتسطيع الصلاة قائما ويؤديها بكل أركانها وأفعالها...تشاهده وهو في الصلاة لا تلحظ عجزا ولا تقهقرا ... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والحق أقول...
فما راء كمن سمع، ما رأيت بعيني أعلم ولا أفقه ولا أورع ولا أحلم ولا أزكى بركة ولا أكثر منفعة للناس ولا أكثر حلما من والدنا وشيخنا الفقيد امحمد بن امباله ...
والحق أقول...
ما جالست أحدا أعظم بركة ولا أطيب تنفسا ولا أكثر زهدا ولا أجل قدرا أحسبه عند الله وعند الناس من فقيد الأمة امحمد بن امباله...
والحق أقول...
والله إن أفنيت عمري عدا وحصرا لمناقب وفضائل شيخنا الراحل امحمد بن امباله ما بلغت ثلثها ولا نصفها
والحق أقول...
كان شيخنا امحمد بن امباله كالشمس للدنيا وكالعافية للناس
والحق أقول...
والله ثم والله ثم والله ما رأيت أحدا أكثر تشبثا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فقيد الجديدين امحمد بن امباله...
والحق أقول...
والله ثم والله ما رأيت عالما شديد الخوف من الله يطمع في رحمته ويخاف من عذابه مثل ما كان عليه فقيدنا الشهيد امحمد بن امباله
والحق أقول...
من كان أعلم بالله كان أشد خوفا منه وأكثر رجاء وطمعا في رحمته "يرجون رحمته ويخافون عذابه" هكذا كان حال والدنا الراحل امحمد بن امباله
..
رحمك الله رحمة واسعة كما كنت ترجو وتؤمل
..
رحمك الله رحمة واسعة يامن ملأت الأرض خيرا ونورا
..
رحمك الله يامن علمت فعملت فنمت فأمنت
..
إنا لله وإنا إليه راجعون
..
والله ثم والله إننا لفراقك لمحزونون

ليست هناك تعليقات: