الأستاذ قال إن استقالة الوزير تمنحه فرصة ليدون اسمه في سجل من يحترمون أنفسهم من وزراء التعليم ، والذين يستقيلون عندما تنخفض نسبة النجاح في الباكلوريا عن ثمانين في المائة ، وتساءل الأستاذ عن أسباب هذا الانخفاض الرهيب؟ قائلا إن السبب إما فشل سياسة الدولة ، أو إضراب الأساتذة ، وما دامت الحكومة هي هي منذ سنوات ، فإن ذلك يرجح السبب الثاني الذي هو الإضراب وعليه فإن على الوزارة تلبية مطالب المضربين ، وعلى رأسها زيادة الرواتب والمصادقة على نظام الأسلاك وتطبيقه ، وتوفير السكن ، وزيادة علاوة الطبشور وصرفها على مدار السنة .
وقال ولد محمدي إن
وضع الأساتذة يوحي بأننا لسنا في دولة واحدة ، تماما كما يؤكد ذلك قطع رواتب
المضربين من الأساتذة وغض الطرف عن الممرضين ، ما يعني أن لكل وزير دولته، حسب تعبيره.
وقال الشيخ سيداتي إن
الشفافية في الترقية غائبة ، ومبدأ العقوبة والمكافأة منتف ، وإدارة الدروس
والرقابة التي يحسبها الوزير من إنجازاته لا تعدو كونها إكراميات توزع قبل كل
إضراب أو بعده لشق صفوف الأساتذة.
كما تحدث عن غياب
الكتاب المدرسي خاصة للخوامس والسوابع رغم وجوده في الأسواق معروضا للبيع ، وتهالك
البنية التحتية للقطاع آخذا ثانوية النعمة كتجل من تجليات هذا التهالك فليس بها حائط
، وبها حجرات قد سقطت وأصبحت تهدد حياة التلاميذ
.
الوزير وفي رده على
الأستاذ قال إنه لن يستقيل لأن تدني نسبة النجاح في الباكلوريا ليست أكبر من قدرها؛
فالمترشحون اختلط فيهم الحابل بالنابل ، وأكثر من ثلثيهم من التجار ، والقادمين من
الشوارع ، فثمانية آلاف مترشح فقط من أصل 31
ألف هي نسبة المترشحين من المدارس النظامية
.
ووعد الوزير بأن
ترتفع نسبة النجاح بعد اثنتي عشر سنة أي حينما يكون من دخلوا المدرسة مع السادس من
أغشت هم مترشحو الباكلوريا .
محاولة حجب الشمس..
وقال الوزير عمر ولد
معطل في اجتماعه البارحة 11 أغشت 2012 بأطر وأعيان ولاية الحوض الشرقي بالنعمة إن
المعارضة الموريتانية تغرد خارج السرب ، محاولة حجب ضوء الشمس ، وتمويه الحقائق ،
والبحث عن كل نقص أو كارثة طبيعية لتحمل الحكومة مسؤوليتها .
وأكد ولد معطل أن من
يتحدثون عن الرحيل ويدعون إليه ليسوا سوى مجموعة ممن ضاق عليهم الخناق بعد
تقييد أيديهم عن الفساد ، ودعواتهم أصداء لأصوات خارج البلد تتجاهل أن ثورة
موريتانيا حدثت قبل سنين ، وهي مع كل ذلك لا تعدو أن تكون "تعمار أشدوق " .
وأضاف وزير التعليم
الثانوي أن المشاغبين السياسيين يقفون وراء شيطنة الأساتذة خلال السنة المنصرمة ، وإقناعهم
برفع "كراتين " مكتوب عليها الشعب يريد زيادة الأجور ، مشددا على أن
نقابتين تعليميتين قامتا بإثم الاضرابات وتلاعبتا بمصالح التلاميذ ، وداست آمال
الآباء ، واستفزت الإدارة ، وأن من حق الدولة أن تتخذ إجراءات في حق المضربين كما
أن من حق المضربين لاستماع لشياطين السياسيين، حسب تعبير الوزير.
حزبيون يشكون التهميش ومواطنون يلعنون الدولة
الاجتماع لم يخل من
طابعه السياسي لكن المفاجأة فيه هي تعبير بعض منتسبي الحزب الحاكم وأطره بالولاية
عن شعوره بتهميشه لهم ، ولساكنة الولاية ، مؤكدين أن الحزب الحقيقي هو الذي
"يخافه منتسبوه ويطمعون فيه " وهذا ما افتقدوه في حزبهم .
وطالب المتدخلون
بلفتة من قيادة الحزب لتصحيح هذا الغلط ، وإنصاف أطر الحزب بالولاية الذين
تم استثناؤهم من التعيين بعد ما تم تعيين كل من هب ودب ، وتساءل المتحدثون عن
الخير الذي يتحدث عنه أهل الحزب وهل ستظل الأبواب موصدة بينه وبين منتسبي الحزب بولاية
الحوض الشرقي ، مؤكدين أن ذلك يمثل خطرا على طبيعة العلاقة بين الحزب ومنتسبيه
بالولاية .
الوزير الأمين العام
للحزب الحالكم وفي رده على شعور منتسبي حزبه بالغبن ، لجأ إلى تهديد
المغادرين للحزب ، أو المعبرين عن امتعاضهم من سلوكه ، مذكرا إياهم بأن القناعة هي
التي أتت بهم للحزب ، معتذرا في الوقت نفسه عن إعراض بعض قياديي الحزب عن استقبال
منتسبي الحزب بالحوض الشرقي قائلا إن ذلك تصرف فردي
.
أما أحد وجهاء والعائد
قبل أشهر من الغربة فقال إنه كان يحلم بالعودة إلى وطن حقيقي ، لكنه وجد وطنا
ممزقا ، معتبرا أن موريتانيا في وضع خطير أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ، فالصحة
مفقودة ، ومستشفى النعمة الجهوي الذي يعتبر أكبر منشأة صحية بولاية الحوض الشرقي
عندما يقوم الأطباء فيه بفحوصات "الراديو" يغسلون النسخة المظللة من
الصورة "اكليش" بالماء لتبدو الكسور وهو أسلوب بدائي جدا .
وأكد الوجيه أن
الدولة مفقودة ، وولايته تفتقر إلى التنمية في كل شيء ، فلا مصانع، والثورة
الحيوانية ينقرض نصفها كل سنة ، والبيطرة لا يوجد في الولاية منها إلا دكتور
واحد يفتقر إلى كل شيء حتى إبرة
.
وختم الوجيه بالقول
إن ولاية الحوض الشرقي مخزون انتخابي كما قال الوزير لكنه إذا لم يحافظ عليه
بمشاريع تنموية حيوية سيذهب في اتجاه آخر ، ولن تضمن الأغلبية ولاءه إلى الأبد .
مداخلة السيد الوجيه الغاضب أزعجت الوزير فقام وقعد أثناءها ، وعلق عليها بقوله إن صاحبها ينظر بعيون ليبية ، ولا يرى إلا نصف الكأس الفارغ ، وإنه لا يشاطره الرأي في ما ذهب إليه ، وأن الدولة لو لم تكن موجودة لما جاءت بالعائدين من بنغازي وسوريا ... وإن الكأس كانت "مكفية " قبل مجي ء الرئيس ولد عبد العزيز لكنه عندما جاء أقعدها والآن بلغت النصف وهو ما يجب أن ينظر إليه السيد الغاضب؛ الذي طلب الرد على الوزير لكنه جوبه برفض الحاكم .
مشكلة الوزير مع الأرقام
الوزير وجد مشكلة
كبيرة مع الأرقام حيث اضطرب أثناء حديثه عن منتسبي قطاعه بالحوض الشرقي ، فقال في
البداية إن عدد تلاميذ السلك الأول بالولاية 86 ألف وفي السلك الثاني ثمانية آلاف
، فنبهه المدير الجهوي فعاد وقال 5098 ، ثم فطن إلى غلطه فعدل عن الرقم وقال 2700في السلك الثاني ،
و977 في السلك الأول
.
الوزير وجد نفس
المشكلة مع الأرقام حينما كذب الرئيس من حيث لا يشعر فقال إنه ملأ نصف الكأس بعدما
وجده فارغا ــ في رده على الوجيه ــ ، أي نسبة خمسين في المائة ، ونسي أن الرئيس
قال في لقائه مع الشعب أنه حقق أكثر من سبعين في المائة ، ويبدو أن الوزير فطن لغلطه
فقال في مقابلته مع المحطة الجهوية إن الرئيس حقق سبعين في المائة من برنامجه .
لكن مقابلة الوزير مع
المحطة لم تخل من مشكلة الأرقام ، فقال إن نسبة التلاميذ في التعليم الثانوي على
المستوى الوطني 32 ألف ، ثم عاد ليقول 112674
.
من جهة أخرى أدى ولد
معط الله اليوم الأحد زيارة تفقد واطلاع للمصالح التابعة لقطاعه في مدينة النعمة.
وشملت الزيارة
الثانوية والمدرسة رقم 4 وثانوية التكوين التقني والمهني في المدينة، حيث تعرف من
خلالها الوزير على الخدمات التربوية والفنية التي تؤديها هذه المؤسسات والأضرار
التى لحقت بها والتى توعد بإصلاحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق