أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

النعمة: المواد المنهية الصلاحية تغزو السوق في رمضان


لا يعدم المتجول في سوق النعمة  أو المتحدث إلى أحد زواره شواهد على  غرقه بسيل المواد منتهية الصلاحية مع حلول شهر رمضان المبارك  وأكثر هذه المواد رواجا "التمور ، والألبان المجففة  والعصائر .

أحد المتسوقين  بسوق النعمة قال إن هناك تجارا معروفين بتوزيع هذه المواد منتهية الصلاحية ، وحملها إلى سكان الريف بالولاية ، مستغلين شيوع الجهل والفقر في أوساط هذه الساكنة ، مما يدفعها إلى شراء كل متاح ، وتزداد رغبتها إذا كانت المواد ناقصة عن السعر المعتاد للمواد غير منتهية الصلاحية .

وأضاف محدثنا أن غياب أي دور للسلطات المحلية في رقابة السوق  بل وتمالئها مع من عرفوا بتوزيع هذه المواد ساهم في انتشارها على نطاق واسع  وتداولها بين السكان ، مستغربا تواطؤ السلطات مع التجار والسماسرة على ترويج الموت ــ حسب تعبيره ــ مرجحا أن لا يكون هذا التغافل والتواطؤ، وترك الحبل على  الغارب للتجار بدون ثمن .

ويبدو أن هؤلاء التجار أصبحوا مبدعين في ترويج هذه البضائع منتهية الصلاحية، فقد وقفنا على طريقة خداعهم للمواطن ، بعد ما أبلغنا بها ولم نصدقها ، ذلك أن "خ . بنت . س " حدثتنا أنها وقعت ضحية لأحد هؤلاء التجار باعها تمرا بعدما خدعت ببريقه ، وعندما ذهبت به إلى منزلها وأخرجته لتناول تمرات منه ، تبينت أنه مطلي بالزيت من أجل أن يزداد بريقه ، ويظن المشتري أنه جديد وجيد ، واكتشفت  أنه بلا طعم .

وللتحقق مما حدثتنا به ذهبنا واشترينا بعضا من هذا التمر من عند نفس التاجر ، فكان الأمر كما وصفت السيدة ، وقد أثار دهشتنا أن الطلاء بالزيت لا زالت آثاره واضحة على التمر،  ومع ذلك عندما تفتح الواحدة منه يتبين لك أنها من عهد عاد وثمود .
التاجر المذكور يعرض تمره الرديء إلى جانب تمر من نفس النوعية لكن صلاحيته لما تنته ، لكنه يرفع ثمن الرديء لكي يرغب الناس فيه ، ويخيل إليهم أن بريقه ينبئ عن جودته ، كما أن غلاء الثمن يرتبط في أذهان الساكنة بالجودة، في حين يبيع الجيد تحت ثمنه في السوق حتى يثبت في أذهان الزبناء أنه الأخفض ثمنا من بين تجار السوق ، وعندها يكون الهدف من بيع الجيد ترويج الرديء ــ كما يرى "م .ع " .

وتشهد أماكن بيع المواد منتهية الصلاحية في السوق إقبالاً كبيراً من المواطنين العاجزين عن شراء مواد غذائية ذات جودة عالية أو متوسطة بسبب ضيق ذات اليد، فالكثير من أصحاب الدخل المحدود يجدون في السلع الغذائية منتهية الصلاحية أو القريبة من ذلك  ضالتهم في أماكن بيع السلع منخفضة السعر، ويستفيد باعة المواد منتهية الصلاحية من هذا الإقبال ومن عدم اهتمام بعض المشترين بقراءة تاريخ الصلاحية للتخلص من بضاعتهم ، كما يستفيدون من غياب أي دور رقابي للسلطات المحلية .

ويتساءل "م .س "عن دور حماية المستهلك ، التي لا ترى إلا في أوقات استثنائية ، ولا تستهدف أصحاب المخالفات وإنما تسائل الأبرياء ، وتحاول توريطهم ، في الوقت الذي تتغاضى فيه عن المخالفات التي تمر بها على الشارع، ورغم وجود تشريعات محلية لقمع الغش والتزوير في البضائع، فإن السلطات المحلية ، والهيئات المسؤولة "حماية المستهلك "  لا تزال غير قادرة على وضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد حياة العديد من السكان .

الأطباء الذين قابلناهم بالمستشفى المركزي قالوا إن كثيرا من حالات التقيؤ والإسهال التي تأتيهم يوميا ، تعود أسبابها إلى استعمال المواد منتهية الصلاحية ، مؤكدين أن كثيرا من السرطانات المنتشرة بين الموريتانيين تعود أسبابها أيضا إلى استخدام هذه المواد .

توجسات السكان ، وشهادة الأطباء يؤكدان الحاجة إلى تحالف ثلاثي بين السلطات المحلية ، والمواطن وهيئات المجتمع المدني ، لتنمية الثقافة الصحية في المجتمع، وتفعيل المسطرة القانونية المحرمة لترويج وبيع البضائع منتهية الصلاحية .

هناك تعليق واحد:

Entrümpelung wien يقول...

Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen