أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

موريتانبا مبادرات على وقع التصعيد

 بقلم: محفوظ ولد محمد يسلم
من المعروف عند علماء السياسة أن الأزمات تولد من توالي اخطاء السياسيين من خلال معالجتهم للأوضاع التي تشكل خطورة على مستقبل  المجتمعات سياسيا واجتماعيا وأقتصاديا وأحيانا يتغافلون عن هذه الازمات بشكل مقصود يتنافى مع المسلمات العقلية مما يجعل الأمور تتجه نحو عنق الزجاجة 

فيتداعى عقلاء ومهندسي التفاوض ومن لديهم قوة على إطفاء نيران السياسة وإيجاد مشترك بين الفرقاء المتناحرين سياسيا وإيجاد حل  للامور المعلقة ووضعها على طاولة التفاوض من أجل منع الوطن من الانزلاق نحو  المجهول المحدق به من كل المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فمنذ سنوات تبدو بلادنا تترنح تحت واقع أزمات متلاحقة أشدها وألحها   أزمة سياسية لم يعد بدا ولامناصا  من الإعتراف بها حتى على مستوى النظام والدوائر المحيطة به بغض النظر عن الجدية وعدمها في التناول ووضع حلول  تجلي ذلك  في الإعتراف الذي يبدوا خجولا وهامسا في أذان البعض بهذ المشكل ومحركا للأخرين لزحزحة المعوقات حتى يمكن الاستمرار ولو لبعض الوقت حفاظا على دعة الحكم وسكونا إلى رفاهيته خاصة أنه في بلادنا وسيلة لصدارة هرم المال والأعمال ويبدوا أن تصعيد المعارضة هو المحرك لهذه المبادرات وبعض قوى الاغلبية التي لاتشارك النظام  في تجاهل هذ الحراك والتوجس من تفاقمه والفشل في أحتوائه وقد يكون  المحرك لبعض هذه التحركات والمبادرات هو القوى التي  تريد بقاء العسكر واستمرار حكمهم فماهي فرص هذه المبادرات في النجاح وما هي العقبات التي تواجهها وهل وصلنا إلى الجدية في البحث عن حلول لمشكلتنا المتراكمة من أغشت 2008 ؟
لقد بدأت هذه المبادرات بمبادرة ولد باب مِينْ السفير السابق والعسكري القادم من المؤسسة العسكرية علي "الاقل تاريخيا" إلى دهاليز السياسة وتقلباتها فقدم مبادرته للطبقة السياسية وعرضها على منسقية المعارضة ولم تلقى ترحيبا من ولد عبد العزيز وأغلبيته  وأرجع  البعض ذلك إلى توجس عزيز من علاقة الرجل باعل ولد محمد فال ومع  اني لم أخض في تفاصيل المبادرة المعروفة لدى  الجميع وباتت في يد السياسيين وتخضع للمناخ السياسي السائد الآن وقد تباينت مواقف   المعارضة   من مرحب بها  وعاكف على دراستها ومتريثا في اصدار أحكام عليها تعويلا منها على بروز منطق آخر تدفعه ضمانات يبدوا أن ولد عبد العزيز مازال بعيدا عن التسليم بهذ الواقع ويحشد انصاره  على أنه الضحية والوطن من وراءه  وليس في وسعه حتى الآن تقديم تنازلات بل يكفيه   التجاهل ولن يثنيه عن المسار الذي هو فيه عند بعض المحللين  إلا حشود أخرى تتفادى منح الشرعية في التحرك من النظام وتقلب الطاولة رأسا على عقب وتتجاوز حديث التفاوض ومطلب الرحيل إلى خنق النظام ومحاصرته بالاحتجاجات الشعبوية  لإزالة أسباب الازمة المتفاقمة والمستعصية أصلا على الحل .
أما مبادرة مسعود ولد بلخير فيصعب نجاحها في  الوصول إلى جمع الفرقاء لأنها لم يهيئ لها صاحبها مناخا تعيش فيه خاصة أنه سبقها بهجوم على بعض قوى المعارضة وغالى في ذلك فلا بد من بعض الوقت لتقبل اعتذاراته إلا إذا كان نابغة ذبيان فيكفيه قليل من الكلام المصحوب بقوة الاقناع لينضج تحركه لكن الرئيس مسعود  لديه نقاط ليست لغيره اذا أفلح في استغلالها وخرج من صمته في الحديث عن فساد النظام الذي تكلم عنه اخيرا في لقاءات اعلامية  وهناك مبادرات أخرى تزيد الازمة عمقا لاتستحق الذكر لانها معروفة المبذأ والمنطلق وتبع هذه المبادرات تصعيد وتصعيد مضاد مما يشعر بان الاطراف مازالت تتبارى في كسب النقاط على الارض وتترك الوطن يغلي وازمته تتفاقم وتبقى الطبقة السياسية المتحكمة في ادارة اللعبة السياسية هي التي تمتلك عوامل التازيم والانفراج اذا أرادت مع حضور  العامل الخارجي الذي يعتبر فاعلا في اقناع كل الاطراف والتحرك بها صوب التكامل والشراكة، وعلي مسؤولية تاريخية في الضغط لتنظيم مسار سياسي جديد يسمح بعودة الديمقراطية والحكم المدني ومحاربة عوامل عدم الاستقرار السياسي وتدعيم الحكم المدني وايجاد ديمقراطية تحمي القانون وتجسد العدل وتحترم إنسانية الانسان.

ليست هناك تعليقات: