أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

النعمة: العمل الثقافي بين الإهمال الرسمي وغياب الشباب


في عاصمة ولاية الحوض الشرقي؛ مدينة النعمة، جنوب  شرق موريتانيا ليس غريبا أن تشهد حدثا ثقافيا بالشارع العام أو آخر رياضي على أرضية ثكنة عسكرية؛ وتظل تلك هي الفضاءات الشبابية المتاحة حاليا.

وسط مخاوف يبديها بعض المراقبين جراء انتشار البطالة وشبح الانحراف خلال عطلة غير مدارة من طرف الجهات المعنية، يسيطر قلق وخوف من المجهول على أغلب العاملين بالحقل الشبابي سواء ممارسي الثقافة أو هواة كرة القدم.
ففي الوقت الذي يناضل محمد ولد حبيب وهو عضو بنادي الطلبة الثقافي من أجل تمرير مفردات ثقافية بالحي الذي يقطنه أغلب منتسبي هيئته الثقافية ؛ فإنه لا يخفي العبء الكبير الذي يتحمله طاقمه دون مساعدة.
ويؤكد على أن محاولاتهم الطوعية تندرج في سياق الحد من إمكانات انحراف الشباب أو استغلاله من طرف جماعات وصفها بالمتطرفة. وقال شيخنا ولد خدو؛ وهو أحد فاعلي مدينة النعمة إن استمرار سياسة التهميش المنتهجة في حق شباب المدينة لن تأتي إلا بنتائج عكسية.
وأضاف في سياق حديثه لصحراء ميديا : أن غياب الرعاية للأنشطة الثقافية أو تأطيرها إلى جانب عدم توفر منشئة ثقافية لحد الآن يعني أن الثقافة ليست إلا 
مفردة تدار بها السياسة ويستخدم الشباب ليكون وقودا متفحما في نهاية ما وصفه بمعركة السياسة .

ثقافة..دون بنية تحتية
لا يبدو ممارسو كرة القدم بأحسن حال من هواة الثقافة فالفريقان وجهان لعملة واحدة هي الإهمال وغياب بنية تحتية ثقافية أو رياضية؛ حيث يبقى الشارع وملعب العسكر الملاذ الوحيد لتجمهر الشبيبة.
ويشكل غياب مركب رياضي بالمدينة عقدة مزمنة لدى لحبيب ولد سيدينا عالي وهو أحد لاعبي نادي المخضرمين الرياضي مبديا استيائه من لجوئهم في كل مرة لملعب الثكنة العسكرية وما يترتب على وجودهم هناك من مخاطر أمنية.
ولد سيدينا يقول إنه لم يسجل حضورا للوزارة في سياق المشاكل المطروحة لدى الشباب؛ حيث لا فريق جهوي موحد بالولاية ولا بطولة ثابتة؛ ولا تجهيزات للدوريات التي يلجئون إليها أحيانا لإلهاء الشباب؛ بحسب وصفه.
ويبدو الوضع أكثر مأساويا لدى أعمر ولد محمد مسعود؛ وهو حارس فريق النهضة؛ الذي أكد أن الاتحادية الجهوية لكرة القدم بمدينة النعمة هي جزء من المشكل ولم تكن ابدا جزءا من الحل؛ مشددا على ضرورة حلها نهائيا.
ولد مسعود أحد اللاعبين القلائل بالمدينة والذي يلقبه زملائه بالمحترف؛ خاض مغامرات رياضية مع أندية في مالي وساحل العاجل وأبدجان؛ واختير ضمن 
معسكر رياضي لنادي أستار دامي في مدينو بوبو الإفوارية؛ لكن ظروفه المادية أخرجته من التشكيلة.
يقول ولد مسعود أنه صدم كثيرا حين عاد إلى مدينته وشاهد اوضاعها الرياضية تتجه للأسوء؛ كما يحز في نفسه ما وصفه بمنع مسئولي اتحادية كرة القدم لبطولة نظمها بمساعدة بعض زملائه عام 2006.
وأكد مصادرة مسؤولي نفس الاتحادية كأسا أخرى منحها قائد المنطقة العسكرية الخامسة عام 2009؛ وإلغاء مباراة عودة مع منتخب مدينة لعيون بذريعة عدم توفر ميزانية ضيافة.
وفي سياق متصل شدد؛ أحمد ولد محمد المختار الملقب جودة؛ وهو حكم مبارات؛ على ضرورة حل الاتحادية الحالية لفشلها في تنظيم دوري محلي لا يشارك فيه أكثر من 8 فرق رياضية؛ حيث يغيب النظام والأمن ولا توجد أبسط معدات كالمقاعد وشارات اللعب ولا يتلقى الحكام أي تعويضات؛ مؤكدا مطالبته اللجنة الوطنية للتحكيم تكوين حكام ومنحهم رواتب.

"واقع مأساوي"..
الدوري الحالي ليس إلا محاولة لشغل الشباب أثناء العطلة الصيفية لغاية الحصول على كأس لتنظيم بطولة رياضية؛ هذا ما أكده عبد القادر جوبه؛ نائب رئيس العصبة الجهوية لكرة القدم بالحوض الشرقي؛ مشددا مطالبته السلطات الإدارية واطر الولاية منح كأس لتنظيم بطولة؛ الشباب في أمس الحاجة إليها؛ بحسب قوله.
وتبدو مطالبة عبد القادر جوبه ببطولة يحتاجها الشباب أكثر من قراءة في طالع اللعبة الذي يتخبط ضمن واقع مأساويي يؤكد عليه؛ الدحة ولد أغذ؛ رئيس اتحادية كرة القدم بالحوض الشرقي.؛ والذي صرح لصحراء ميديا عن عدم توفرهم على برنامج عمل بالعطلة أو وسائل لوجستيكية أو مالية؛ حيث لا يتقاضى راتبا
وليست لديه ميزانية وكل ما يقوم به في هذا المجال هو مبادرات شخصية؛ بحسب قوله.
وأنتقد ولد أغذ؛ مطالبة بعض الأندية بحل الاتحادية التي يترأسها مشيرا إلى عدم مشروعية تلك الأندية للمطالبة بأمر كهذا؛ مشيرا إلى أن العصبة الوطنية لكرة القدم هي من قام بتنصيبها.
في تصريحه لصحراء ميديا قال؛ تام محمد الحسن؛ المندوب الجهوي للشباب والرياضة بالحوض الشرقي؛ إن وزارته تولي عناية خاصة للشباب؛ تجسدت عبر منح عدد من التجهيزات الثقافية والرياضية بعد زيارة أخيرة نظمتها وزيرة الثقافة والشباب والرياضة في سياق مهرجان 2011.
لكن المندوب الشبابي أستدرك في قوله إن تلك المساهمة العينية كانت منحة من منظمة اليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان؛ بعد أن تغيرت أولوياتهما بالمنطقة بسبب أوضاع اللاجئيين الماليين شرقي البلاد وهو ما شكل خيبة أمل لدى شباب النعمة.
معربا عن تفهمه لمطالب الشباب التي لا تلقى آذانا صاغية سواء من طرف السلطات المحلية أو أطر الولاية؛ خاصة حين عجزوا عن توفير كأس بقيمة 115.000 أوقية.
مشيرا في السياق ذاته إلى تقدم الأعمال بالمركب الرياضي والثقافي بالمدينة والذي يتوقع انتهاء أشغاله عام 2014؛ فيما يبقى توزيع بعض تجهيزات الرياضية من مساعدات السنة الماضية رهن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية.
                              ** نقلا عن صحراميديا **                             

ليست هناك تعليقات: