أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

سكان بلدية بنكو : معاناة للحصول على "عقد ازدياد"


تعيش ولاية الحوض الشرقي في هذه الأيام إقبالا غير مسبوق على مراكز الإحصاء رغم الجفاف وارتفاع درجة الحرارة وكثرة مشاغل المنمين الذين يمثلون نسبة عالية من سكان الولاية إلا أن هناك عقبات كبيرة وكثيرة تزيد معاناة هؤلاء المواطنين على معاناتهم الأصلية.
فزيادة على بعد المسافة وصعوبة الطريق فإن هنالك عقبات كأداء تعترض الراغبين في الإحصاء ليس أقلها شأنا غياب حالة مدنية داخل البلديات بل وغياب البلديات نفسها.
ولنتخذ من بلدية "بنكو" نموذجا  لهذه الحالة، فبلدية بنكو وإن كانت من أكبر بلديات مقاطعة النعمة مساحة وأكثرها سكانا غير أن هذا لم يشفع لها فهي كما يقول السكان بلدية لا وجود لها إلا في المخيلة أو على الأوراق الرسمية، فلا وجود لمبنى يسمى البلدية هناك، بل ولا وجود للعمدة نفسه، ناهيك عن الحالة المدنية التي كان يقوم عليها معلم متقاعد انفصل عنها منذ برهة من الزمن، مما انعكس على المواطنين هناك، وخصوصا الذين ولدوا بعد إحصاء 1998م ، فقد أصبح عدم وجود حالة مدنية عائقا دون إحصائهم مما جعلهم في حيرت من أمرهم.
وليست أزمة مواليد ما بعد 98 الوحيدة بل هناك أزمات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر فقدان بعض المواطنين لإحصائهم نتيجة الإهمال وعدم المبالاة مما جعلهم يبحثون عن مخرج في أفق مسدود فيستغيثون تارة بمن وُجد من الأقارب بنواكشوط الذي يعاني هو الآخر من سوء إدارة الحالة المدنية فيه وغياب الأخلاق والمسؤولية، وتارة يستسلمون للواقع المرير لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
بيد أن المعاناة حسب سكان البلدية لا تنتهي عند الإحصاء نفسه فلابد للمواطن من سفر ثان أو إقامة أسبوع في مدينة النعمة كي يتحصل على مستخرج الإحصاء وستزداد أسفاره وتنهك دراهمه، إذا كان لديه خطأ يريد تصحيحه في أوراقه. فللحاكم أيام وللعدالة أسابيع في زمن المواطن فيه بحاجة إلى وقته ودراهمه، وفي سنة عم فيها الجفاف وغلاء الأسعار وقلة الدخل أو انعدامه وفي مقاطعة حظها من المشاريع الوعود الفارغة والتدشينات الكاذبة.

ليست هناك تعليقات: