أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

باسكنو: ارتفاع في الأسعار وندرة في بعض السلع


الجفاف و إغلاق الحدود يطبقان على سكان المنطقة 
يعيش سكان باسكنو أقصى شرق موريتانيا وضعية صعبة حيث البعد وأجواء الحرب الدائرة شمال مالي. وتعرف سوق المدينة ارتفاعا مذهلا في أسعار بعض المواد الاستهلاكية وندرة بعضها الآخر، ويقول تجار بالسوق المركزية لباسكنو إن ارتفاع أسعار البنزين المتكرر ألهب الأسعار رافعا تكلفة النقل من العاصمة إلى المدينة الحدودية. وبحسب نفس التجار فإن سعر نقل الكيلوغرام قفز من 15 أوقية قبل زيادات أسعار البنزين الأخيرة إلى 30 أوقية اليوم.

ويكفي سؤال واحد وإيماءة إلى أي سلعة في السوق كي تقف على حجم الارتفاع المذهل لتلك الأسعار وقد لا تحتاج إلى التنقل كثيرا بين زوايا السوق الممتدة على ما يقارب ست كلمترات مربعة لأن سعر السلعة هنا لن يختلق في الطرف المقابل غالبا.


أسعار المواد الاستهلاكية
سكان باسكنو لهم عادات غذائية تختلف عن غيرها في مناطق البلاد الأخرى لذلك يكثر اعتمادهم على مواد بعينها خاصة الحبوب. ويعد الدخن المعروف محليا بزرع "مَتْرِي" ملك الحبوب هنا فمنه يعد السكان جل وجباتهم، فيدخل في إعداد "العيش" وشربة الصيف في المدينة المعروفة باسم "الدقنو".
غير أن 96 % من حاجيات السكان من هذه المادة تستورد من جمهورية مالي المجاورة فيما تزرع النسبة الباقية محليا، وقد ارتفع سعر هذه المادة من 17 ألف أوقية لخنشة 100 كغ قبل الشهر إلى 20 ألف أوقية.
فيما تتوزع أسعار المواد الأخرى على النحو التالي:
  • خنشة سماد القمح (فارين): 9500 أوقية
  • خنشة 25 كغ من أرز موريتانيا: 5000 أوقية
  • خنشة الأرز الأجنبي: 10500 أوقية
  • خنشة السكر: 13500 أوقية
  • خنشة طحين القمح: 8000 أوقية
  • كيس "فامو": 3500 أوقية
  • زيت الطهي  20 لترا: 9000 أوقية
و تعد مادتي القمح والأرز أكثر المواد طلبا في السوق نظرا لأن منظمات الإغاثة تشتريها وتوزعها على اللاجئين.
أما أسعار الخضروات فقد ارتفعت نظرا لتدهور الاوضاع على الحدود مع مالي حيث يجلب سكان المدينة حاجياتهم من مدن وسط مالي (الدغفري، وانيونو)، ويقول محمود ولد محمد عالي تاجر بسوق المدينة إن تجار المدينة ما يزالون يذهبون إلى مدن مالي التي لا تعرف توترا كبيرا غير أن "الأمور لم تعد بنفس المرونة"، وأضاف أن "سعر أجرة السيارة بلغ 100000 أوقية بعد أن كانت 60000 أوقية قبل الأزمة".
كما تشهد الاعلاف ندرة في السوق حيث باتت خنشة 40 كلغ من مادة "ركل" 5000 أوقية وينتظر أن ترتفع نظرا لتوقف استيرادها من مالي بعد الانقلاب. ورغم أن المنطقة تملك مخزونا رعويا لا بأس به فإن السكان يخشون من أن يؤثر ورود الآلاف من مواشي المناطق المجاورة على جودة مراعي المقاطعة خاصة أن العام لم يكن بغزارة الامطار المعتادة.
ويقول مراقبون إن وجود المنظمات الخيرية الاجنبية التي أتت إلى المقاطعة لإغاثة اللاجئيين الأزواديين ساعد في تنشيط الحركة التجارية بالمدينة، وهو ما ينفيه آخرون.


حوانيت أمل 2012  ملاذ كبار السن
وبخصوص حوانيت "أمل 2012" يقول بعض السكان إنها مجرد إضاعة للوقت منتقدين الكميات التي تبيعها ومعتبرين أنها مهزلة على حد قولهم  ولا تجذب سوى كبارالسن مشكلة  دار رعاية على حد قول أحد الشباب. فيما تقول فاطمة بنت بلال سيدة خمسينية من ذوي الدخل المحدود إن تلك الدكاكين توفر لها حاجتها وبسعر مخفض وإن كانت "لاتبيع إلا مايكفي ليوم واحد"، "هم يريدون ان يروننا أماهم كل يوم" قالتها والابتسامة ترتسم على ملامحها.


مخاوف
لا يخفي سكان المنطقة خشيتهم من أن تمتد تأثيرات حرب أزواد إلى مناطقهم حيث يقول م. و. ا. ف . ل، أحد سكان باسكنو كان يمارس التجارة على الحدود مع مالي "إن أخشى ما أخافه هو أن يصلنا أوار ما يجري في مدن الشمال المالي التي أقول لك إن القاعدة باتت تسيطر عليها، وقد يتخذ الغرب خطوات مباشرة للحد من نفوذ مقاتليها". وأضاف أن "الغربيين ربما أخطؤوا الحسابات عندما أرادوا لي ذراع الجزائر بعد رفضها لوجود عسكري غربي مباشر في أي من "دول الميدان" مؤكدا أن الحكمة وتأمين الحدود هما أفضل طريقة لضمان سلامة الموريتانيين من سكان هذه المناطق.
فيما يقول الحسين وهو منمي إن المهم بالنسبة لهم هو تأمين تنقل الرعاة على جانبي الحدود دون عرقلة لأن "الكثير من مواشينا يوجد الآن في العمق المالي" ولا نريد مشاكل كي لا نخسرها" وأضاف "سنفعل كل ما بوسعنا كي نضمن سلامة ممتلكاتنا" ولا نشتغل بالسياسة، إنما لن نرضى لأي كان لمس ممتلكاتنا، والأراضي أصلا أراضينا والآبار أغلبها حفرته قبائلنا قبل إعادة ترسيم الحدود الذي تنازلت موريتانيا بموجبه عن تلك المناطق للماليين"

ويعيش سكان المنطقة على التبادل التجاري مع مالي حيث يُصدر التجار السلع القادمة من نواكشوط إلى أسواق المدن الحدودية المالية وهو ما حدِّت منه الحرب وكاد انقلاب باماكو يوقفه. كما يخشى التجار من الانفلات الأمني على الحدود حيث سجلت اعتداءات ضد موريتانيين  على الاراضي المالية لم يعرف منفذوها بعد.
وتحتضن مدن باسكنو وفصالة ومخيم امبرة أزيد من 40 ألف نازح أزوادي وما يزال التدفق جاريا خاصة بعد سيطرة حركات جهادية على المراكز الكبرى في أزواد حيث وصلت في 48 ساعة الماضية أكثر من خمسين سيارة محملة بالأشخاص والبضائع، وقد نجح بعض سكان تمبكتو الميسورين من حمل أمتعتهم وأموالهم وإيصالها إلى الجانب الموريتاني من الحدود. ويأمل سكان مقاطعة باسكنو والمناطق الشرقية عموما أن تحل مشكلة أزواد بسرعة سيما أن الوضع حرج جدا و المنطقة تترقب فصل صيف استثنائي هذا العام.  

ليست هناك تعليقات: