أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

صوت مظلوم ...من جيكني !


وزارة التهذيب الوطني تعاقبني  على ممارسة حقي في الإضراب
بانتزاع حقي في الترقية !
أنا أعمل في حقل التعليم  منذ عقد من الزمن تنقلت خلاله  بين ولايات الوطن قبل أن أجد نفسي في مقاطعة جيكني مسقط راسي و كنت دوما وفيا في خدمتي لم أتغيب عن حجرتي إلا في حالات قاهرة .. و في مطلع هذه السنة الدراسية 2011 ـ 2012  حصلت على ترقية زهيدة جدا،  كمراقب عام في نفس الثانوية  و بدأت عملي بذلك قبل أن تتبين حاجة الثانوية إلي في الأقسام فأجبت نداء الضمير و أخذت جدولي و بدأت أدرس و ما بقي من الوقت أخدم كمراقب عام .
أحسست كباقي الزملاء الأساتذة بضرورة التحرك من أجل المطالبة بتحسين ظروفنا المادية و المعنوية و خاصة حمل السلطات على الوفاء بتعهداتها في إعادة النظر في نظام الأسلاك الذي عفي عليه الزمن. و عندما قررت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي الدخول في إضراب قررت المشاركة فيه كاستاذ يعاني من ضيق الحال و تدني مستوى تعليم الأجيال .
زارنا المدير الجهوي للتعليم في الحوض الشرقي للتحسس عن المضربين و قبل أن يسألني قلت له بالحرف الواحد إنني منذ هذه السنة الدراسية لم اعد استعاذا بل مراقبا عاما و أن التدريس كان تطوعا مني للمؤسسة و أنني ساتوقف عنه مدة الإضراب و لكني سأواصل عملي كمراقب عام في المؤسسة
قبل يومين علمت ان الوزارة قررت التراجع عن مذكرة العمل رقم 184   الصادرة في 18 سبتمبر  2011 التي حصلت من خلالها على الترقية على الرغم من أنني احضر إلى الثانوية كل صباح وأعمل كمراقب عام فيها كما كنت ..
إن هذا القرار يمثل بالنسبة لي خرقا صارخا لكل القوانين المعمول بها في العالم و تشتم ايضا فيه رائحة التمييز و العنصرية لأنني لم اعلم بأي كان تعرض له سواي أنا و أخوين زنوج في آدرار .. فهل يا ترى يمكن معاقبة شخص مارس حقه في الإضراب بواسطة انتزاع حقه في الترقية ..
كنت أعتقد أن الترقية التي حصلت عليها في بداية هذه السنة كانت مكافأة لي على الجد و المثابرة في العمل الذي هو ديدني ..لكن تبين لي أنني أخطأت التقدير .. و أن الترقية كانت رشوة مغلظة ترمي إلى ثنيي  و مثلي من "المؤلفة قوبهم "عن ممارسة حقي في الإضراب مثلما حاول النظام ثني فقراء لحراطين في انواكشوط عن المشاركة في مهرجان المعارضة بواسطة تقسيم السمك و التمر .. فنظامنا يسخر منا على كافة الأصعدة ويستغل فقرنا و قلة خيارنا للسلم ! لكن الصبر له حدود ...!!
في الختام أشكر السيد الوزير على الرشوة المغلظة و أقول له كما قال الشاعر العبسي ابن السوداء :
ولقد أبيت على الطوى و اظله         حتى أنال به كريم المأكلي
جيكني في 14/03/2012
سيدنا عالي ولد عاطيه الله
أستاذ مضرب في ثانوية جيكني بالحوض الشرقي

ليست هناك تعليقات: