أنباءالحوض الشرقي.. أخبــار الشرق الموريتاني بين يديك

جمهورية الكذب المركب



بقلم الأستاذ محمد ولد الطيب
صرح عبد الإله بن كيران ذو اللحية لقناة الجزيرة إبان تولي حزبه الحكم في المغرب قائلا: إن علي أن لا أكذب علي الشعب المغربي وأن لا أخفي عنه الحقيقة, وقد أتت أفعاله في إطار الممارسة مطابقة لما صرح به, ولا أدل على ذالك من رضا الشعب المغربي الذي ليس من السهل خداعه كما يخدع الشعب عندنا في كل مرة, قبل ذالك بفترة كنت أتابع مراسيم تسلم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله للسلطة وهو أول رئيس مدني منتخب ولمحت منه الصدق, فقد بدا جليا عليه استشعاره ثقل الأمانة وخطورة الحنث بالقسم,
أما الجنرال وللوهلة الأولي فإنه يشعرك وهو يؤدي اليمين الدستورية وكأنه يقسم اليمين ويده على كتاب الأمير لمكيافيللي, ضج إليه المواطنون من أهل الحوض الشرقي يشكون القحط وتأخر الأمطار وغلاء سعر الأعلاف في إطلاله السنوية في "لقاء الشعب" البرنامج الإذاعي الدعائي فابسم ـ وكانت تلك الابتسامة هي حظ ونصيب أهل الحوض ـ قائلا إن المطر سيأتيكم فكانت سنة شهباء من سني الجفاف, ذكرتني قصته هذه ـ وهو يحاكي الرئيس سيدي محمد غداة أمر بصلاة الاستسقاء فانهمرت الأمطار وعم الخصب ـ  بقصة مسيلمة: ذكر علماء التاريخ أنه كان يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم،
فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق في بئر فغزر ماؤه، فبصق هو في بئر فغاض ماؤه بالكلية: وفي أخرى فصار ماؤه أجاجا، وتوضأ وسقى بوضوئه نخلا فيبست وهلكت، وأتي بولدان يبرك عليهم فجعل يمسح رؤوسهم فمنهم من قرع رأسه، ومنهم من لثغ لسانه...،
تجاوز كذب الجنرال الكذب الصراح والمفضوح إلى الكذب المركب, فمحاربة الفساد والأغلبية كذبة, والحكومة تكذب والإعلام أكذب والجنرال !! فكم قال ولم يف ووعد ولم يوف, ينتهج نهج فرعون ويسعي لأن يكون قارون وله وزراء هامانيون ويتخير من البطانة "البلطجية" "الشبيحة" (اللحلاحه), لتلتقي إرادة الشر والمكر والغدر والنهب والسلب والاختلاق وإلصاق التهم..., ففي سابقة خطيرة من تاريخ هذا البلد أصبحت السلطة القضائية مستهدفة بشكل مباشر وفج ووقح في محاولة يائسة للتستر علي فضائح الجنرال وزمرته, بأتي ذالك بعد أن تم الاعتداء علي السلطة التشريعية وعطلت الانتخابات المحلية والنيابية, ولم تسلم أي من السلطات, وفي سابقة كذالك يصبح النظام الحاكم في البلد ضد قبيلة في مجموعها وضد رجال أعمال من قبيلة بعينها وضد أحزاب وحركات وطنية وشخصيات علمية ودعوية... وفي المحصلة ضد شعب بأكمله, يكرهه يكره غنيه وفقيره يكره حتى أغلبيته وحزبه وأعوانه بل يحتقرهم, يكره الدراسة والدراسات والمدرسين والمدارس والدارسين وما اشتق, يكره الشعر والشعراء يكره الأدب والأدباء يكره الوطن, يحب المال وجمع المال وكنز المال,
قامت جمهورية الكذب عنده علي أركان ثلاث: الغدر والخلف والكذب, أما التعالي على الشعب والاستهتار بمقدرات ومصير البلد وإثارة النعرات الجهوية والقبلية والعرقية والولوغ في الفساد المالي والأخلاقي والاعتداد بالذات والرعونة ومحاباة الأقارب وإقصاء أهل الصلاح وتقريب أهل المكر والخداع ومن لا عمق ولا وزن لهم سياسيا أو اجتماعيا فهي فضائل هذا النظام, وقد أضحت من الوفرة بحيث تصدرها جمهورية الزور وتستورد في المقابل في أطار شراكة إقليمية أساليب وأنماط تنتهجها أنظمة السوء في سعيها للاحتفاظ بكرسي الحكم, فنظام الكتائب ورثناه من القائد, ف"بازب" كتيبة خميس, وكتيبة مسقار تساوي كتيبة الساعدي, ومكت صنو للسنوسي, وكتائب سيف الإسلام تعادلها كتيبة ولد بكرن التي أضحت أداة للقمع بعد أن استخلص الجنرال لنفسه العناصر السيئة وأقصي أفراد الشرطة الوطنية, وبهذا تم القضاء على الجيش الوطني بإقصاء المهنيين وأصحاب الكفاءات وإحالتهم إلى التقاعد وتهميش النخبة الصاعدة والاستغناء عنها بالكتائب, فجمهورية الكذب أو إن شئت قلت لعويزيزة بينها وبين نظام باب لعزيزية أقرب النسب,    
يرضى نظام لعويزيزة أن يكون وكيل دولة "هولاند" بعد "ساركوزي" على فرنسا ما وراء البحار ومخلص بني الأصفر من أسر القاعدة وكاسر شوكتها ومشتت شملها! والداعم لمرشح دولة جارة والمسقط نظاما والمقيم آخر في دولة أخرى جارة كذالك, مؤتمرا أو متآمرا فرحمة الله عليك يا معمر لقد أحيا الجنرال نهجك, كنت أيها الراحل فردا من أفراد اللجان الشعبية والحكم ليس إلا بأيديهم, وأنت أيها الجنرال رئيس الفقراء! أبشر, فشعبيتك تزداد باضطراد فقد كنت إلى جانب "اكباكبو"منحازا ضد إرادة الشعب فلم يرحب العاجيون بمواطنينا, وهم الآن في ضيافتك بشر مقام فلهم منك التجاهل وإن طالبوا فمسيلات الدموع والتنكيل والسجن لهم بالمرصاد, والمفصولون من الخدمة بالإمارات كانوا ضحية وقوفكم ضد دول الخليج لقاء رشي سيارات وباصات متهالكة قدمتها حكومة إيران , وكنت مع القائد ضد الشعب الليبي ـ وهذا ليس بمستغرب فأنت إنما خرجت من تحت عباءته وأنت وريثه الفعلي ـ فأصبحت آلاف الأسر الموريتانية مشردة في العاصمة والداخل ـ بعد أن اعتادوا حياة الرفاء ـ لتزداد بهم شعبيتك وتزداد معاناتهم, والعائدون من جمهورية مالي رصيد مهم ضمن شعبيتك إضافة إلى الطلبة العائدين من سوريا والمغرب ... ففشلك المتلاحق في الخارج أيها الجنرال لا يدانيه إلا فشلك في الداخل, وأزمة الدبلوماسية الأخيرة تؤكد ذالك والشواهد أكثر من أن تحصي, ولن يظل كذب التلفزة والإذاعة وحكومة الأصهار والسادة النواب الباعة المتجولون بمخف حقيقة ما وصل إليه وضع البلد من تدهور وترد في جميع مناح الحياة ينذر بقرب وقوع الكارثة, ولن يظل كل عسكري متغلب يمسح عارضيه ويقول خدعت الشعب .

ليست هناك تعليقات: